دائما تأتيني قبل الخلود الى النوم افكار للمستقبل وكيف اتصورها، او استرجاع للماضي بكل تجلياته سواء افراحا او اتراحا، وأصل في الاخير للتفكر في حقيقة الحياة! من انا؟ ولماذا انا هنا؟ وكيف اتيت؟... وإلخ من التساؤلات.. اتعامل معها غالبا كحديث نفس، اعتدت عليه في كل ليلة.. اطفئ الاضاءة وتصبح الغرفة مظلمة ثم أبحر بالتفكير بعيدا.. الحقيقة التي اصل اليها يوميا ان الحياة فيها من المتناقضات الشيء الكثير.. تدور في مخيلتي حينها دورة حياة الانسان.. بطفل يلهو ويلعب، ثم يدخل المدرسة ويتعلم، ثم عندما يصل للمرحلة الثانوية يجد ويجتهد لكي يحصل على معدل عال يؤهله للدخول الى الجامعة والبعض يتجه للتوظيف مباشرة، المهم تأتي مرحلة الوظيفة ويبدأ التفكير في الزواج، ثم الكد والتعب من اجل الاطفال وبعدما يكبرون ويستقلون تكون انت قد تقاعدت من الوظيفة واقتربت من توديع الدنيا.. بعدها اشعر اني مقصر كثيرا في حق الله ثم في حق نفسي.. ثم اعطي نفسي وعودا للتوقف والعودة والعمل على ذلك بدءا من صباح الغد.. عندما استيقظ في صباح اليوم التالي اكون قد نسيت كل هذه المحادثة بيني وبين نفسي..! مهند ماجد أبو رعيان - جدة