رأى الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور حسني عبيدي في تصريح ل«عكاظ» أن تشبث المعارضة السورية بخيارات تنسف التفاوض من بدايته، أمر سينعكس سلبا على موقفها الدولي وكذلك التفاوضي. لافتا إلى أن روسيا والولايات المتحدة هما الراعيتان لعملية التفاوض وبالتالي ليس من مصلحتهما اعتماد موقف متصلب من شأنه تعقيد مهمة الوسيط العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي. وأكد أن جنيف هي المرجعية الأساسية للمفاوضات، إلا أنه قال إن جنيف1 قابلة للتطوير وللمراجعة لتتكيف مع المستجدات الجديدة منذ إعلان جنيف1. كما أن بنود الاتفاق هي أرضية مشتركة للتفاوض يمكن البناء عليها. لافتا إلى أن قبول وفدي المعارضة والنظام الدعوة إلى مؤتمر مونترو هو لتطبيق جنيف1. وأوضح العبيدي أن حضور المعارضة السورية وقبولها بالتفاوض مع الوفد السوري الحكومي جاء بعد ضمانات من قبل واشنطن في ما يخص عدم التنازل على ضرورة تنحي الأسد، لكن آليات التغيير غير معروفة، مشيرا إلى أن التشبث بضرورة رحيل الأسد قبل المفاوضات من شأنه أن ينسف المفاوضات. وأضاف أن الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي يعمل على عدم إفشال المحادثات بتقديم القضايا التوافقية وتأجيل المساءلة الخلافية؛ بمعنى أن التفاوض على البعد الإنساني للأزمة السورية ذو أهمية قصوى ويمكن أن يبني جوا من الثقة ضروريا لمواصلة المفاوضات، ناهيك عن استحالة البت في رحيل الأسد من قبل مفاوضين غير مخولين أصلا للبت في الموضوع. وفيما يتعلق بالدور الإيراني، قال عبيدي إن إيران تثبت يوما بعد يوم أنها دولة تفتقد للنزاهة، كيف يمكن دعوتها إلى جنيف2 وهي ترفض جنيف1، ثم إنها جزء من المشكلة وليست من الحل لأن حضورها سيزيد المفاوضات تعقيدا. وأكد أنه ليس من مصلحة إيران أن تضع الحرب في سوريا أوزارها وهي التي تقودها يوميا مباشرة أو من خلال من ينوب عنها. إيران نظام يصنع الأزمات ويسوق نفسه على أنه صاحب الحل للحصول على مكاسب إقليمي ودولي، فعلت هذا في أفغانستان والعراق واليوم في سوريا، مبينا أنها تستنزف الورقة السورية إلى أقصى الحدود ولن تتوقف مادامت الأزمة السورية تدر عليها مكاسب هامة ومادام الشعب الإيراني لا يستطيع محاسبة النظام على دعمه لنظام الأسد، لكن دوليا، رفض إيران ليس نهائيا بل يمكن أن يتطور إيجابيا إذا غير النظام سلوكه في الاتجاه الصحيح.