قبل ما ابدأ في كلامي احب اشكر كل القائمين والمنظمين على مهرجان جدة واللي بنشوفه هادي الايام في منطقة جدة التاريخية .. هدا المهرجان اللي رجعنا لسنوات وسنوات طويلة ايام ما كانوا يعيشوا اهل البلد من الاباء والاجداد ومن ستات البيوت اهل القلوب الطيبة واللي حياتهم كانت كلها شهامة ومحبة ونخوة وكرامة وغيرة على بناتهم ومحارمهم ايام ماكانت البيوت مفتوحة على بعضها ده يخش عند ده وده يسلم على ده وده يوقف في عزا ده وده يفزع لفرح ده باللي يقدر عليه من مقاضي البيت ايام ماكانت القلوب على بعض الصغير يحترم الكبير والكبير يرحم الصغير كنا كدا عايشين في منطقة الحجاز نخاف على بعضنا ونساعد بعضنا ونوقف مع بعضنا في الافراح وفي التعازي كانت القلوب طيبة ونظيفة ومافيها لا حقد ولا حسد ايام مهرجان «كنا كدا» رجعتنا لحياة عشناها وذكرتنا بأيام حلوة قضيناها مع اباءنا واجدادنا صحيح كانت حياتهم وحياتنا صعبة وشاقة لكن كانت ممتعة ومهرجان «كنا كدا» رجعنا لذكريات حلوة كنا نشوف في كل ركن وفي كل برحة فيه جزء من حياة اباءنا واجدادنا وكيف كانوا عايشين ايام البيوت المصنوعة من الطين والحجر المنقبي ايام الرواشين لما كانت ستات البيوت ينزلوا الزنابيل منها عشان ياخدوا عازاتهم من البقال ومن صاحب الخضار وبياع السمن والعسل والزيت،، كل ركن وكل برحة بتقول حكاية شفنا الحداد اللي كان زمان بيحد السكاكين وشفنا بياع الاسكريم اللي عنده ماكينة اسمها الدورما عشان بعد كده يطلع لنا الاسكريم واللي كنا نسميه (دندورما) وشفنا بياع الملابس واللي كان يلف ويدور على بيوت ستات اهل البلد وكنا نسميه (فرقنا) وشفنا كمان بياع الموية واللي كنا نسميه زمان بالسقا واللي كان يلف ويدور بحمارو في حواري جدة وكان يبيع الموية للبيوت (بالزفة) والزفة عبارة عن تنكتين مربوطة في عصاية كل طرف مربوط في تنكة ، وشفنا كمان الكتاتيب وكيف كان التعليم على ايام اهلنا القدامى وكيف كان المعلم له قيمته وله هيبته مو زي زماننا هدا التعيس لانه زمان كان الاب والا الام يقولوا للمعلم خدوا لحم ورودوا لنا عظم ، وشفنا الالعاب القديمة الكيرم والضومنة والبرجون والكبت والكبوش وشفنا كيف كانت البيوت تنبني بالطين والحجر المنقبي وشفنا اللبس الحجازي اللي كانوا كباريات البلد بيلبسوه التوب البوال والغبانة والسديري والبقشة اللي تتلف على الخصر وشفنا لبس الستات من الكرتة لفستان الفرح وشفنا بياعين البليلة والمقليات والحلويات الحجازية من لبنية وهريسة ولدو وطحينية وشفنا كمان كيف كانت الالعاب الشعبية من مزمار وخبيتي ودوسري وشفنا انه كل المهن كان بيشتغلها اولاد البلد زي المطبقاني واللبان والمزين (الحلاق) والفران والفوال والبناي والحداد. كانت ايام حلوة كلها طيبة ومحبة واخلاص.. ويارب يدوم مهرجان «كنا كدا» سنوات وسنوات عشان تشوف الاجيال الجية كيف كانت حياة اباءهم واجدادهم شاقة ومتعبة لكنها كانت حلوة وبسيطة وممتعة .. وعيشوا كتيييييير تشوفوا كتيييييير. تويتر F_HALWANI@