حكمت المحكمة الجزئية بالدمام، على شاب ثلاثيني أدين بالتحرش الجنسي بحدث في أحد مسابح الأندية وضبط عاريا برفقته في دورة المياه، بالسجن لمدة سنة وجلده 180 جلدة، والسؤال الذي أطرحه: وماذا بعد السنة؟! فسنة ستمر كلمح البصر، وجراح السياط ستلتئم سريعا، فهل سيكون المجتمع آمنا من هذا المتحرش حينما تعود شهواته لتحكم تصرفاته فيتغلب الذئب في داخله على الإنسان في خارجه؟! ما هو البرنامج العلاجي النفسي الذي ألزمت به المحكمة المتحرش حتى لا يعود خطرا على المجتمع، وهل نملك أصلا مثل هذا البرنامج وأدواته؟!، فالسجن والجلد عقوبتان عابرتان أثرهما وقتي، لكن علاج المشكلة من جذورها وحماية المجتمع من خطر يمشي على قدميه ويتربص بأطفاله يبدأ بتحييد حالة الانحراف التي تسيطر على سلوكيات مثل هذا الشخص المبتلى بنفسه قبل أن يكون المجتمع مبتلى به! وكي أكون أكثر دقة وصراحة، هل يفعل أحد شيئا لتجفيف مستنقعات أوبئة التحرش الجنسي، وهي المدارس التي تزرع فيها بذور الانحراف الجنسي ويولد فيها المتحرشون دون أن يواجهوا الرقابة الصارمة أو العقوبة الحازمة؟! بل إن السؤال الأهم: هل تملك مدارسنا من الأساس الخبرة والأهلية لملاحظة حالات التحرش ورصد المتحرشين والتعامل مع مشكلاتهم؟!