يطيع والديه، يحبهما، يحترمهما، يلبي جميع طلباتهما، يكاد بطاعته لهما وحنوه عليهما يصل درجة الهيام والوله، سأله ابنه الأكبر: أبي لم كل هذا التفاني في خدمة والديك حتى أنك تقدمهما على نفسك وعلينا، أجاب بتواضع تخالطه بسمة عريضة عفوية: يا بني إن والدي هما سبب وجودي على هذه الأرض، وقد كانا يرعيانني منذ ولادتي حتى كبرت وقوي عودي، أفلا أكون كريما معهما كما كانا كريمين معي؟، أفلا أرد لهما بعض إحسانهما؟ أفلا أتقرب إلى ربي بطاعتهما؟، ومع ذلك أجدني لم أوف حقهما مهما بذلت من جهد، وأظهرت من توقير واحترام، جميل جدا، بل وعظيم أن نحسن إلى والدينا لأنهم سبب وجودنا على هذا الكوكب الجميل لننعم بهذه السعادة ونرفل (نتمتع) في هذه النعمة نعمة الحياة، لكن لنتفكر قليلا معا من الذي أنعم علينا بهذين الوالدين، من الذي جمعهما ثم ملأ قلبيهما بالحنان والعطف علينا، وأمرنا وتعبدنا ببرهما والإحسان إليهما، أليس هو الأحق والأجدر مع برهما احترامهما بإفناء العمر كله لياليه وأيامه في ذكره وطاعته، يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله).