(جزاكم الله كل خير.. جزاكم الله كل خير) هكذا كان الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام، يردد عقب مواراة جثمان والده الشيخ عبدالعزيز السديس صباح أمس ثرى مقبرة العدل وهو يقف على قبر والده مكفكفا دموعه حزنا على فراقه «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله»، والذي احتضنه القبر رقم 68. وقد ادت جموع غفيرة من المصلين صلاة الجنازة على الشيخ عبدالعزيز السديس في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر يوم أمس (الخميس) حيث شارك في تشييعه والصلاة عليه عدد كبير من العلماء والمسؤولين، يتقدمهم أئمة المسجد الحرام وعدد كبير من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وأعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى وأقارب الشيخ وأحبائه وعدد من اهالي العاصمة المقدسة. وقد ام المصلين في صلاة الفجر الشيخ عبدالله عواد الجهني حيث قرأ في الركعة الاولى سورة الانفطار فيما قرأ في الركعة الثانية اواخر سورة المطففين، فيما تقدم المصلين الشيخ عبدالرحمن السديس، حيث ام المصلين في صلاة الجنازة على والده وظهر عليه التأثر اثناء تأديته الصلاة عليه. وكان الشيخ عبدالعزيز السديس قد انتقل الى رحمة الله تعالى مساء امس الأول بمدينة الملك عبدالله الطبية بعد معاناة مع المرض، حيث كان يرقد في قسم العناية المركزة منذ عدة ايام وقد تم تغسيله وتكفينه في مغسلة جامع امام الدعوة حيث شارك في تغسيله ابناؤه ومحبوه. وقد عبر عدد من المقربين من الشيخ عبدالعزيز السديس عن حزنهم العميق لوفاته مشيرين إلى أنه من العباد الزاهدين في الحياة الدنيا الملازمين للمساجد وتلاوة القرآن الكريم، ومن ذوي الاخلاق العالية الذي يتميز بالعطف على الفقراء والمساكين. ومن جهته أكد الشيخ يوسف الوابل الرئيس المساعد لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ان الشيخ عبدالعزيز السديس فريد من نوعه فهو من العلماء الزاهدين العباد وقد كان من المحافظين على الصلاة إذ إنه لا يفوته الصف الاول، وحتى وهو في مرضه كان يطلب المساعدة لإيصاله للمسجد وقد غرس هذه التربية في ابنائه حيث ساهم في تربيتهم على هذا النهج الفريد والخلق القويم فأصلح له الله ابناءه. فيما ذكر ابو بكر البشير احد المقربين من الشيخ عبدالعزيز السديس والذي كان يخدمه، ان الشيخ عبدالعزيز شخص عجيب في تعامله، فقد كان (يرحمه الله) يعاملنا كأبنائه ويسأل عنا ويحرص على راحتنا وهو يختم القرآن الكريم في حدود 3 ايام لذا نعتبره حمامة للمسجد فنسأل الله له الرحمة والمغفرة. مشاهدات • توافد عدد كبير من محبي الشيخ السديس على منزله فور علمهم بالخبر الحزين. • تم تغسيله في مغسلة جامع إمام الدعوة الذي يشرف عليه الشيخ عبدالرحمن السديس. • نقلت الجنازة للمسجد الحرام حوالى الساعة الثالثة صباحا. • الشيخ عبدالرحمن السديس أم المصلين في صلاة الجنازة على والده وكان شديد التأثر. • الشيخ عبدالرحمن السديس كان مرافقا للجنازة في سيارة الاسعاف من الحرم حتى المقبرة مع إخوانه وعدد من محبي الشيخ. • فتحت المقبرة أبوابها بعد صلاة الفجر مباشرة فيما وصلت الجنازة للمقبرة الساعة السادسة والنصف. • ساهمت شرطة الحرم وأمن الرئاسة في عملية التنظيم. • عدد كبير من المشيعين أدوا صلاة الجنازة على الشيخ عبدالعزيز في المقبرة. • الشيخ عبدالرحمن مكث يدعو أمام قبر والده مستقبل القبلة فترة من الزمن بعدما تم دفنه. • كان الشيخ يرد التحية ويعانق الجميع رغم التأثر والإرهاق.