إنني أعلم يقينا بأن رسالتي لن تصلك ولكن لأطفى بها ناراً تستعر في قلوبنا حزنا على فراقك وفراق ابتسامتك التي لا تفراق محياك وشوقا إلى لقياك في جنات الفردوس بإذن الله، وإنني على يقين بأنك لاقيت ربنا أرحم بك من أبيك وأمك وجميع أقربائك. ابني الحبيب: إنني أشهد الله وجميع خلقه بأنك فارقتنا وفارقت هذه الدنيا الفانية وأباك وأمك راضون عنك وراضون عليك، وكذا إخوانك وأخواتك وأبناؤك وزوجتك وجميع أهلك أحسبهم كذلك في رضاهم عنك، فهنيئا لك ياعبدالرحمن بهذا الرضى وبهذا الرحيل إلى خالقك ولتهنأ بمرقدك بجوار رب رحيم. خلعت عن كتفيك فرهول الطيران والسعي في هذه الحياة الفانية. وألبسناك ثوب الحياة الباقية، ثوباً ناصع البياض ويظل ناصعاً عند ربك بإذن الله، وقذفت بعصا الترحال وتوكأت على رب العزة والجلال. قاتل الله ذلك المرض وشفى الله منه جميع المسلمين، ولقد صلى عليك جمع غفير من المسلمين وكم كنت محظوظا حتى بعد موتك عندما تلقينا أول عزاء فيك من إمام الحرم، فكم كنت محبوبا في حياتك وبعد موتك. وفي المقبرة وقف الجميع يسألون الله لك الثبات صابرين محتسبين ويدعون لك ويتوسلون يارب، يارب، يارب إن عبدالرحمن ضيفك في هذه الليلة فأكرم نزله ووسع مدخله وأنت يا الله أكرم الأكرمين وأرحم به منا جميعا فيارب أكرم وفادته إليك وآنس وحشته وارحم غربته. اللهم أجزه عنا خير ما جزيت به ابنا بارا عن والديه وأبا عن أبنائه وزوجا عن زوجته وأخا عن إخوته وأقربائه وأصدقائه. ولا نقول إلا ما يرضي الرب.. إنا لله وإنا إليه راجعون. والدك: إبراهيم عبدالله الشمراني والدتك: زينة حوفان الشمراني