لا تزور المريض إلا حاملا لزهور أو علبة شوكولاته باهظة الثمن!! ولا تحضر مناسبة أسرية أو تزور قريبا إلا ومعك (كعكة) من محل حلويات ماركة، حتى لو كان قد أغلق بسبب سوء النظافة، أو تدور حوله شبهات دعم أنظمة مستبدة. هذا التقليد الأعمى انتشر في المجتمع بشكل كبير بات يحرج كثيرا الأسر (مستورة الحال) التي لا تسأل الناس إلحافا، وأحوالها المادية ضعيفة، وكتب الله عليها أن تكون ضمن أسر ذات وضع اجتماعي جيد وتريد أن تتواصل مع من حولها، تزور مريضا وتستجيب لدعوة لكنها لا تستطيع تحمل قيمة «صرة» زهور أو صينية شوكولاته أو أن تجلب أثناء كل زيارة كعكة مكلفة. رغم عملي في المجال الصحي لأكثر من 30 سنة لم أقتنع قط بمسؤول يعايد المرضى بحزم من الزهور التي جلبت بمبالغ خرافية وغالبا بدون مناقصة!!، خصوصا أنه يقدمها للمريض وهو ينظر للفلاشات، ويغادر وهو لم يقدم خدمة صحية تزن ورقة من زهرة جافة قدمها للمريض. هذا التقليد الدخيل نشر محلات الزهور في المستشفيات، وبدلا من رائحة الزهور جلبت رائحة فساد، لكن هذا لا يعنينا في مقال اليوم، فالأهم هو ما تتعرض له سيدة أو بناتها من حرج وانعزال يمنعها من حضور مناسبة سعيدة أو اجتماع أسري؛ لأن كل سيدة وبناتها من القادرين (الذين ربما حصل والدهم على أمواله من عقد توفير زهور لوزارة أو قطاع صحي) سوف تحضر كعكة فاخرة، بينما هي وبناتها لا تقدر على ذلك فتضطر أن تغيب وتنعزل، ونفس الشيء ينطبق على عيادة المريض. مجتمعنا يعاني من فروقات واضحة، فأتوسل إليكم أنقذوا مجتمعنا من تقليد أعمى دخيل بدأ بسيطا ثم تضخم، دعونا نعود إلى فطرتنا السليمة، حيث نقدم للمريض حزمة من جمل الأدعية بالشفاء نختمها برقية مخلصة مجانية، ونقدم في المناسبات ابتسامة صفاء ونقاء بها يتنافس المتنافسون.