توصل فريق بحثي بكلية الصيدلة بجامعة الطائف برئاسة الدكتورة نهى محمد زكي إلى تركيبة صيدلية جديدة تزيد من فعالية أدوية السرطان وتقلل من مقاومة الأورام للعلاج وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا النانو وتحضير جسيمات نانومترية تحمل دواء السرطان بداخلها. وأوضحت الدكتورة نهى ل«عكاظ» أن التركيبة تتميز بالقدرة على الاستهداف الدوائي للأورام باستغلال السمات البيولوجية المميزة للأورام حيث تتراكم هذه الجسيمات داخل الأورام، وتتجنب الخلايا غير المصابة ومن ثم تزيد من فعالية العلاج وتقلل آثاره الجانبية، حيث أظهرت نتائج الأبحاث التي تم إجراؤها بواسطة الفريق البحثي أن هذه التركيبة الجديدة آمنة على الخلايا الطبيعية ولكنها قاتلة للخلايا السرطانية فقط، وتمت الاستفادة من هذه الأنظمة الصيدلانية النانومترية ذات الخواص الآمنة والنفاذية العالية إلى الخلايا في تعظيم التأثير العلاجي على الخلايا السرطانية للقولون والرئة والكبد والثدي. وأشارت زكي إلى أن هذه النتائج تم نشرها كبحثين علميين عن علاج السرطان في مجلات علمية دولية مرموقة ذات معامل تأثير عالي كما تم عرض هذه الأبحاث بعدد من المؤتمرات محلية ودولية. وأبانت زكي أن أنواع السرطان المدروسة تمثل تحديا صحيا بالمملكة وبخاصة سرطان القولون وسرطان الثدي واللذان يتسببان في عدد كبير من حالات الوفيات سنويا. مضيفة أن علاج تلك الأورام هو عملية صعبة جدا حيث إن خلايا الأورام لديها القدرة على طرد أدوية السرطان خارجها ومن ثم مقاومة العلاج، ومن هنا تأتي قيمة استخدام تكنولوجيا النانو التي تحقق نفاذية أعلى للدواء داخل خلية السرطان إضافة إلى استهداف خلايا السرطان دون الإضرار بالخلايا المحيطة بها. وبدوره، أوضح ل«عكاظ» الدكتور إبراهيم مغربي عميد كلية الصيدلة بجامعة الطائف أن الكلية لديها عدد كبير من الوحدات البحثية في مجالات البحوث الصيدلية المختلفة وقد وضعت خطة طموحة لدعم البحث العلمي وتشجيع الباحثين للتوصل لحلول جديدة للمشكلات الصحية بالمجتمع وهو دور أساسي للكلية تضعه نصب أعينها وفي صدارة أولوياتها حيث لا يقتصر دورها على التعليم الصيدلي فقط بل يمتد ليشمل البحوث وخدمة المجتمع، مضيفا أن جامعة الطائف تبذل جهودا كبيرة في دعم مثل هذه الأبحاث بكافة صور الدعم وهو ما يحفز الباحثين على تقديم أفضل ما عندهم لما فيه خير لهذه البلاد.