عزيمة تجاوزت المحال وآمنت بأن التفوق والتميز أمامه طريق وعر محفوف بالتحديات.. وشاءت الأقدار بأن تجعل منه (قصة محورية في النجاح) تكتب للوطن في زمن لم يعد يقبل على صفحته سوى التميز والإبداع. قالها صراحة الطالب المخترع والمبدع أحمد بن سامي أحمد خياط، الذي يدرس في ثانوية داورد بمحافظة الدوادمي عندما التقيته في برنامج جلوب البيئي في دورته الخامسة، حيث أكد بأنهم قادرون على التعلم بدافعية نحو التفوق وأن الطموح لديه يمثل قصة آفاق رحبة لتعلم ممتع مدى الحياة. في ثنايا مناقشة أعضاء لجنة التحكيم المكونة من أكاديميين من مختلف الجامعات السعودية وفي تخصصات علمية دقيقة، أدهشتهم الأطروحة التي قدمها الطالب وهو في مقتبل العمر .. قدمها بثقة تامة حتى أن أسلوبه في العرض والتقديم لبحثه استوقفهم كثيرا لتميزه ولقدرته في إبلاغ المعلومة بطريقة تقنع السامعين، وتفتح الأذهان على المزيد من التأمل في الكثير من المعارف والعلوم، هي قصة يرويها لنا أحمد خياط أثناء إعداده لفكرة البحث الذي نال بها الريشة الذهبية وحاز على منصة الصدارة متفوقا ومتميزا، إذ حصل على المركز الأول على مستوى المملكة في هذا النوع من البحوث العلمية والبيئية .. إنها حكاية تعاظمت معها معاني الإصرار والإرادة التي لا تستكين أو تهدأ أو فغدا أنموذجا حقيقبا لطالب العصر في وقت تتسابق فيه العقول على وثبة ترفع شأن البلاد معرفيا وتعليما، فبعد أن شهدت مسابقة الرياضيات الدولية بهونج كونج إنجازا تاريخيا يضاف لمشوار المملكة مع التعليم والسباق نحو التحول لمجتمع المعرفة بتحقيق نوابغ في عمر الزهور المراكز الأولى يحل هذا البحث العلمي والنادر كعلامة عن مقدار الإلهام. المختبرات البحثية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» أجرى فيها الطالب أحمد خياط بحثه تجريبا وتطبيقا وكانت شاهدة على تميزه ونبوغ فكرته التي تحدث فيها عن كيفية تحسين المياه المالحة بجسيمات النانو، وقال إنه طلب المشرف على هذه المختبرات بأن يمنحه فرصة المكوث بها والعمل على بحثه الذي استمر نحو ستة أسابيع لإنجازه، ويضيف (هذه المختبرات ساعدتني لما تحمله من تقنيات متطورة وأدوات متوفرة منها قدرتها على تشخيص وتطوير مواد النانو وتقنياتها في مجالات الطاقة والبيئة والحياة في إنجاز الأطروحة .. والفضول العلمي دفعني في إخراج هذا المنتج الذي نلت به شرف التكريم وتحقيق للمركز الأول على مستوى المملكة). عن فكرة بحثه في تحسين محطات تحلية المياه المالحة باستخدام تقنية النانو قال الطالب المبدع أحمد خياط إنه نتيجة للجفاف وارتفاع درجة الحرارة في المملكة تلعب تقنية معالجة المياه دورا أساسيا في تلبية الحاجة الماسة إلى المياه بمختلف تطبيقاتها، وتعد معالجة المياه بطرق التقطير إحدى الطرق المستخدمة قديما، لكن بدأت الآن مراكز معالجة المياه في الاتجاه إلى المعالجة باستخدام طرق الأغشية. وأضاف أن أغشية مبلمر البوليسلفون تلعب دورا هاما في تحلية المياه والتطبيقات الصيدلانية مثل فصل البروتين من الماء، التلويثو يمكن أن يشكل مشكلة مع هذه الأغشية ويسبب في سد مساماتها، وبالتالي التنظيف الكيميائي المتكرر لها، لكن بعد عدد معين من مرات التنظيف يصبح الغشاء غير صالح للاستعمال إذا أن عملية التنظيف قد تؤدي إلى ضياع الوقت والمال. وأشار خياط إلى أنه بعد القراءة والبحث تم التوصل إلى أن معدل التلويث يمكن خفضه بجعل أغشية مبلمر البوليسلفون أغشية أكثر هايدروفيليكة (محبة للماء)، وبالتالي نحفظ الوقت والمال بحفظ تلك الأغشية من التلويث. وقال إن أغشية البوليسلفون يمكن أن تصبح أكثر هادروفيليكية في حال أضفنا إلى تركيبتها إضافات هايدروفيليكية. وألمح أنه قد أضاف مبلمر (POSS) الهايدروفيلكي والمبلمر الهجين الهايدروفيلكي (PSU-PEO) إلى تركيبة غشاء البوليسلفون، بتراكيز مختلفة، كطريقة جديدة لتحسين هذه الأغشية. حيث تم فحص الأغشية باستخدام زاوية التماس، تدفق الماء، مايكروسكوب (SEM)، وفلترة البروتين. وبذلك تم الانتهاء بأغشية هادروفيليكية كونها مفيدة، وبذلك حقق هدف حفظ المال والوقت.