صحيح أن المنحوس منحوس حتى لو علقوا على رأسه (إتريك) أو (فانوس). لم يكن يخطر على بالي ولا واحد بالمائة أن هناك إنسانا في هذا العالم أكثر نحاسة مني، لولا ما قرأته عن البريطاني (جون لين)، الذي يستحق بكل جداره أن يحمل اسم: (الرجل الكارثة). كانت أول حادثة تعرض لها في مرحلة الطفولة المبكرة عندما شرب قارورة مبيد جراثيم، حيث نقل بسيارة إسعاف إلى المستشفى لتنظيف معدته من المواد السامة. وفي صباه سقط من فوق ظهر فرس ليجد نفسه بين عجلات شاحنة بضائع، ويتذكر تلك الحادثة قائلا: لم أصب بأي أذى، حيث مرت الشاحنة من فوقي ولحسن الحظ كنت واقعا بين عجلاتها. لكنه لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية عندما وقع من فوق شجرة وكسر ذراعه. ويقول: كانت أمي تأخذني إلى المستشفى عندما اصطدمت سيارتها بحافلة وكسرت نفس اليد في موقع آخر. وضربته صاعقة في المرة الأولى عندما كان يقود دراجته في عمر 12 عاما. ويمضي قائلا: ضربت الصاعقة مقود الدراجة وانتقل أثرها إلى ذراعي ووقعت على الأرض ولحسن حظي كانت إصابتي طفيفة. وتعرض لحادثة صاعقة مرة ثانية عندما كان مسافرا بطائرة إلى اليونان، وفي زيارة أخرى لليونان تعرضت المدينة لزلزال. كما أنه كان من ضمن الركاب عندما تعرضت إحدى الطائرات للاختطاف، وفجرت فيما بعد في مطار بيروت، وعمل في مرحلة من حياته في منجم للفحم، وسقطت في حضنه صخرة كبيرة وكادت أن تقطع (محاشمه) لولا لطف الله، وجاء بسيارته ليحمل صديقه (العريس) ليذهب به للكنيسة، وعندما وصل لم يستطع أن يكبح جماح (الفرامل) فدهس صديقه وأحدث به بعض الجراح، وتأجل الزواج لعدة أشهر. وطرده من العمل مديره عندما (كفشه) بالجرم المشهود وهو يتحرش بزوجته، وذهب بعدها للعمل في ورشة بناء، وسقط من سطح أحد المنازل عندما كان ينظفه وتكسرت أربعة من ضلوعه، وتلك السقطة كانت أرحم من سقطته فيما بعد (ببالوعة)، وكاد أن يغرق بها لولا أن تداركوه في آخر لحظة. وفي مقابلة صحفية مع زوجته قالت: «إن (جون) ليس معرضا للحوادث أكثر من الآخرين لكنه فقط رجل تنقصه البراعة، فهو يمشي دائما ورأسه متجهة إلى السماء».