بدأت رحلة المد والجزر بين المتصدر والوصيف في الإعلام وغير الإعلام فهذه الأيام لا صوت يعلو على صوت النصر والهلال ولكن الخوف مع الأيام أن تتطور وتأخذ مسارا مزعجا للرياضة وأهلها الطيبين! صحيح أن المنافسة في دورينا تكبر بالهلال والنصر والأهلي والاتحاد لكن إن ظلت في إطارها الصحيح أما إذا خرجت عن الإطار التنافسي فهنا تأخذنا إلى حيث يمكن أن نقول هذا خادش لروح الرياضة! إلى الآن والأمور في السليم إلى حد ما، وأقول حد ما لمداراة ما يمكن أن يدارى ولو بكلمة طيبة! لكن نطمع مع اشتداد حمى المنافسة أن يكبر الطرح في الإعلام وتتبارى الجماهير بحضور لافت، فالملعب بلا شك يبحث عن حافز المدرجات لكي يتألق اللاعبون! نقر بلا أدنى شك الإثارة الجميلة التي فيها ما يضيف لكن لسنا مع من يتجاوز ولاسيما أن ثمة من أوصل التجاوز إلى قمة الهملايا دون أن يعرفوا أن زيادة الملح تفسد الطبخة! أعرف أن نتائج كل فريق تضغط على الآخر وأدرك أنه مع مرور كل جولة فارق الأربع النقاط مقلق للهلال ومفرح للنصر لكن في رأيي أن أسرار اللعبة لم تزل في الملعب وربما تظل حتى آخر جولة! أما التراشق الحاصل بين إعلام الناديين فسيظل، فاز من فاز وخسر من خسر، لكن أسوأ ما فيه الشخصنة والتي بكل أسف وصلت إلى أعلى سلطة في الرياضة بهجوم غير مبرر ودفاع عشوائي. لن أذهب إلى ما ذهب إليه خط الهجوم وخط الدفاع في إعلام الناديين حتى لا نزيد الطين بلة بقدر ما أطالب الجميع -ونحن منهم- أن لا نسيء فهم المنافسة بالإساءة للآخرين بذريعة أنت تحب النصر وتكره الهلال ففي هذا التصنيف أو الطرح ما يغضب وما يخدش جمال الرياضة وأدبياتها! ولأن التعمق في هذا الجانب قد لا يجني منه الباحث في تفاصيله غير الشوك فمن الأفضل أن نضع نقطة هناك لنحدد آخر السطر ونقطة هنا لنحدد بدايته! ولنذهب إلى جدة التي اغتسلت في اليومين الماضيين بالمطر رغم أن موج البحر -على رأي محمد عبده- ما يساعد! جدة الحزينة على وضع ابنيها الأهلي والاتحاد لكنها سعيدة بقرب افتتاح ملعب الملك عبدالله والذي تأمل كما يأمل أهلها أن يكون الاحتفال به على قدر الانتظار، وأن يكون احتفالا يجمع الاتحاد والأهلي تحت شعار جدة تجمعنا. لست مع من يقول إبراهيم هزازي أخطأ ويستحق العقاب ولا مع من يقول لم يخطئ، فملف إبراهيم الأحمر يدينه حتى ولو كان بريئا والسؤال إلى متى وقرارات الانضباط أحيانا تتخذ على السمعة وأحيانا حسب لون قميص اللاعب! أسمع بصفقات الأهلي ولم أرها، هل الخلل في المفاوض أم في التسريبات المبنية على الاجتهاد؟ المنصفون في نظرهم مطبلون والشتامون في نظرهم منصفون! كيف تجي لا أدري لكنها جت هالمرة سليمة! الهدوء الذي ينتهجه هو سر احترام الكل له فمتى تحترمون هدوءه أيها المزعجون؟!