فجرت الخسارة الثقيلة التي مني بها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق من أمام مضيفه الهلال (1/5) السبت الماضي في الرياض ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من مسابقة دوري جميل للمحترفين، الأوضاع داخل البيت الاتفاقي، خصوصا وأنها تأتي للمرة الثانية على التوالي في انطلاقة القسم الثاني من الدوري بعد السقوط المفاجئ أمام الرائد الأسبوع الماضي بالدمام (0 /1) تحت إشراف مدربه الصربي غوران، وبالتالي تجمد رصيد الفريق عند (19) نقطة. ولم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن تؤول النتيجة إلى هذا الكم الهائل من الأهداف في مرمى الاتفاق، خاصة في ظل الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق على صعيد خط الدفاع والحراسة، بعد العمل الإيجابي الذي قام به غوران منذ توليه الإشراف الفني على الفريق خلفا للألماني المقال ثيو بوكير، ولكن شاءت الظروف أن تصطدم الرغبة الاتفاقية بالتعويض والعودة إلى تحقيق النتائج الإيجابية، بطموح أكبر عند الهلاليين الذين كانوا بحاجة ماسة لتحقيق فوز جديد ينجحون خلاله في تضييق الفارق النقطي بينهم وبين المتصدر (النصر). غوران منزعج.. وغير مصدق غوران الذي ارتسمت على ملامحه علامات التفاؤل قبل بداية المباراة، بل إنه أطلق ابتسامة عريضة مع مدير الكرة صالح خليفة لدى جلوسهم على دكة البدلاء، كان يمني النفس أن يعود فريقه إلى جادة الصواب بعد هزيمة الرائد، إلا أنه وقف مذهولا وهو يشاهد الانهيار خصوصا في الربع ساعة الأخيرة من المباراة والتي تمكن من خلالها الهلال من تسجيل ثلاثة أهداف متتالية، حيث أبدى في المؤتمر الصحفي عدم رضاه عن الأداء التحكيمي، مبديا استغرابه من قرار حكم الساحة الدولي عبدالرحمن العمري بمنح لاعب الفريق محمد كنو البطاقة الصفراء الأولى في الشوط الأول، مشددا على أنها غير مبررة إطلاقا، مبديا في الوقت ذاته انزعاجه الشديد من عدة قرارات تحكيمية أثرت على معنويات لاعبيه، وأكد غوران، أنه فوجئ بنتيجة المباراة والأهداف الخمسة، مشيرا إلى أنهم لا يستحقون هذا الكم الهائل من الأهداف قياسا بالأداء الجيد الذي قدمه لاعبوه وكان بالإمكان تعديل النتيجة منذ الشوط الأول لولا الفرص الثمينة التي أهدرت، ووعد في الأخير بأنه سيعمل على تصحيح كل الأخطاء التي وقع بها اللاعبون في المباراة قبل ملاقاة الشعلة في الخرج ضمن الجولة المقبلة، مطالبا لاعبيه بنسيان هذه الخسارة، والتفكير بتحسين صورتهم أمام جماهيرهم. الصدعان: قسوا علينا! ولم يكن عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي محمد الصدعان، أحسن حالا من غوران في تبرير الخسارة التي مني بها فريقه، مؤكدا أن حكم المباراة الدولي عبدالرحمن العمري كان قاسيا عليهم، وذلك عندما أخرج البطاقة الصفراء الأولى للاعب محمد كنو قبل الطرد، وقال: «لم يكن يستحق البطاقة الصفراء الأولى، وكانت هناك كرة مشابهة للاعب هلالي ولم يمنحه البطاقة الصفراء»، مبينا أن الخسارة كانت قاسية ولم تكن مستحقة خاصة في ظل وفرة الفرص في الشوط الأول التي لم تستثمر بشكل جيد، مبديا في الوقت نفسه احترامه للقرارات التحكيمية، وقال: «هدف الهلال الأول جاء من وضعية تسلل، فالكرة لامست يد الكوري الجنوبي كواك تاي هي، ولكن ماذا عسانا نقول، أعتقد أن الجميع شاهد مستوى فريقنا قبل النقص وبعده». غضب وسخط جماهيري أشعلت الخماسية الزرقاء، الغضب عند الجماهير الاتفاقية وتنوعت أساليب سخطهم وشكواهم، فالبعض طالب الإدارة بالتنحي والرحيل، وأنهم قدموا ما لديهم، وأن عليهم فتح المجال لغيرهم لكي ينقذوا تاريخ الفريق، فيما رأى آخرون، أن المواجهة أمام فريق شرس مثل الهلال كانت بمثابة المحك الحقيقي لمستوى أجانب الفريق، والذين سقطوا جميعهم في الامتحان ولم يقدموا ما يشفع لهم للبقاء، بل طالبوا الإدارة بتسريحهم فورا خصوصا الثنائي الروماني نيكولاي جريجوري، والمهاجم السنغالي بابا ويغو، وأكدت فئة أخرى أن غوران سلم مفاتيح الفوز لمدرب الهلال بإخراجه محور الارتكاز سلطان البرقان صاحب الخبرة الكافية، وإحلال الشاب خالد العبود البعيد كليا عن المباريات الجماهيرية، وهو ما جعل الفريق مفككا، وبالتالي منح لاعبي الخصم الحرية الكامنة في الضغط من كل الاتجاهات، والوصول للمرمى بسهولة والتفنن في هز شباك الحارس محمد شريفي والذي حملته النسبة العظمى في الأهداف الخمسة بخروجه الخاطئ عن مرماه، متسائلين في الوقت نفسه، عن إصرار المدرب على الزج به في كل المباريات، وعدم منح البديلين عبدالله الصالح، وعبدالمجيد الثنيان الفرصة خصوصا في ظل تكرار أخطائه من مباراة لأخرى. اجتماع ساخن ونتيجة لهذه الخسارة الموجعة، فإنه من المنتظر أن تجتمع إدارة النادي برئاسة عبدالعزيز الدوسري خلال الساعات القليلة المقبلة مع المدرب الصربي غوران لمناقشته حول الأخطاء الفنية التي وقع بها أمام الهلال، خصوصا بعد طرد اللاعب محمد كنو، ومساءلته حول التغييرات الفنية التي حولت مسار التفوق.