أدى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، ظهر أمس، في جامع الراجحي بمدينة الرياض صلاة الجنازة على أمير الفوج الثامن والثلاثين في منطقة نجران سعود بن محمد بن فرحان الأيداء. ونقل سمو الأمير متعب بن عبدالله عقب الصلاة تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لذوي الفقيد وأقاربه، سائلا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جهتهم، عبر ذوو الفقيد عن خالص شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني على مواساتهم وعزائهم لهم مما أسهم في تخفيف مصابهم، مؤكدين أن ذلك غير مستغرب على ولاة الأمر، داعين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وقيادتنا. وأدى الصلاة مع سمو وزير الحرس الوطني معالي نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، ومعالي رئيس الجهاز العسكري الفريق محمد بن خالد الناهض، وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج، وعدد من المسؤولين في وزارة الحرس الوطني. إلى ذلك، عبر عدد من الأعيان والمسؤولين في المملكة عن حزنهم الشديد على رحيل الشيخ سعود محمد الفرحان الأيداء الذي توفي في ألمانيا الاثنين الماضي، إثر مرض لم يمهله طويلا، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وأبدى الشيخ منصور بن حرب والشيخ سليم أبودميك والشيخ جزاع بن كريم مشايخ بني عطيه ألمهم وحزنهم العميق لنبا وفاة الشيخ الأيداء، مشيرين إلى أنه عرف عنه المساعي الطيبة والمستمرة في الإصلاح بين الأطراف المتنازعة، والمبادرة في عمل الخير، مجيبا لأي دعوة بكل تواضع وبساطة. ووصف الشيخ سليمان بن رفادة شيخ شمل قبائل بلي والشيخ عون بن طقيقة شيخ الحويطات رحيل الشيخ الأيداء ب«الخسارة»، موضحين أن الفقيد كان حاضرا بصفة مستمرة بينهم ولم يتخل عن دوره في مساعي الإصلاح وتقريب وجهات النظر وحتى التبرع من حقه الخاص لأجل تحقيق الصلح. وبين الشيخ فهد بن سلطان شيخ شمل المنابهة من عنزة أنه فقد برحيل الشيخ الأيداء أخا له وسندا لكافة أبناء قبيلة عنزة والقبائل الأخرى، صاحب أياد بيضاء معطاء، وما إن يوجه له نداء لحل مشكلة أو طلب جاه إلا كان حاضرا بوجاهته وماله. من جهته، روى عبدالعزيز هزاع الأيداء (والد الشاب أحمد الذي قتل على يد شقيقين بتبوك قبل 5 أعوام) تشفع الفقيد الأيداء للعفو قائلا «حدث القضاء والقدر، وبعاطفة الأب المكلوم لم أذق للنوم طعما طيلة شهرين متتالين، واتخذت الإجراءات الرسمية التي انتهت بالحكم بالقصاص من القاتلين، وذات يوم وأنا في مجلسي فوجئت بشخص يقبل رأسي فجأة ولم أتمكن من رؤيته وهو يردد أجوهك بالله العلي العظيم أن تعفو لوجهه سبحانه وتعالى وكررها وأنا لم أتمكن من رؤيته لأنه ممسكا برأسي يقبله ويناشد بذلك الطلب فقلت يا رجل تفضل من أنت اتركني وتفضل ارتاح الله يحييك». وأضاف «رفعت رأسي لأتفاجأ بالشيخ سعود الأيداء قد حضر من نجران لأجل الشفاعة دون أن يعطيني سابق إنذار فجلس ورحبت به وقبل أن أتكلم قال: أنا مرسل لك من الملك عبدالله حاملا جاهه ويطلب منك العفو لوجه الله، وكان وقتها جالسا وهو قلق من شدة حرصه على العفو رحمه الله وقد كتب الله العفو بفضله سبحانه وتعالى عن رقبتين وبنفس ذلك اليوم كان هناك عتق لرقبة أخرى بحضور الأمير تركي بن عبدالله، هذه من محاسن الفقيد».