افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، البارحة الأولى الفعاليات المصاحبة لملتقى التراث العمراني الوطني الثالث وذلك بمجمع العالية التجاري بالمدينةالمنورة. وحذر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار من إطلاق اسم المباني القديمة على المباني الأثرية، كما حذر من التعدي عليها، وقال ل«عكاظ»: «لن يسمح بإطلاق هذا الاسم على كافة المباني والمواقع الأثرية لأن وصفها بالقدم يسبب نوعا من التشويه لها، ومن الضروري أن يطلق مسمى مواقع أثرية على كل موقع أو مبنى يمثل إرثا تاريخيا»، وأضاف: «لن نسمح كذلك حسب توجيهات القيادة بالتعدي ولو على شبر واحد من المواقع التراثية والتاريخية، أو ازدرائها أو تخريبها»، مؤكدا قرب صدور نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني. وكشف عن إطلاق شعار «من الاندثار إلى الازدهار» على ملتقيات التراث المقبلة، مضيفا أن الملتقى الرابع سيقام في منطقة عسير، وذكر أنه بالنظر إلى تبني المملكة لمبادرة الحوار بين الحضارات فلا يليق في المقابل العيش في عزلة عن العالم وعن ملحمة تكوين وتأسيس هذا البلد وتراثه، وأوضح رئيس هيئة السياحة والآثار أن الأسبوع المقبل سيشهد انطلاق ملتقى ألوان السعودية والبرنامج الوطني تحت شعار «تحيا السعودية» الذي يهدف إلى زيارة مليون طالب وطالبة إلى المواقع الأثرية في المملكة كي يعيش الشباب قصة بلادهم ويدركوا أن لديهم وطنا تشكل عبر مرحلة صعبة استمرت مئات السنين عبر جهود الآباء والأجداد. وشملت جولة سمو رئيس الهيئة وسمو أمير المنطقة المعرض المقام الذي يحتوي على أقسام لمهن وحرف يدوية، وصور لمواقع أثرية، ومرسم الأطفال، وشاهدا الصور الفائزة بمسابقة التصوير الفوتوغرافي لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة، كما كرما الطلاب والطالبات الفائزين بمسابقة التصوير الفوتوغرافي. ويشارك في الفعاليات الحرفية بمجمع العالية التجاري 20 حرفيا من مناطق المملكة المختلفة، منهم 5 بنائين من منطقة الرياض مختصين بالنمط النجدي للتراث العمراني، قاموا باستعراض حرفة النقش على الأبواب، وتجهيز الحجر والنحت عليه، و10 بنائين من منطقتي الباحةونجران مختصين بالنمط الجنوبي للتراث العمراني، فيما عرض حرفيو الباحة حرف النجارة وصناعة الأبواب وحرفة القط، واستعرض حرفيو منطقة نجران النجارة وصناعة الأبواب، والنقش على الجدران، وتميزت العروض التراثية لجميع الحرفيين بغلبة الطابع المحلي واتباع أنماط بناء التراث العمراني بالمواد المحلية، واستخدام الطرز المعمارية والزخرفية التراثية التي تعبر عن هوية العمارة السعودية وأصالتها. وأوضح المشرف العام على البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور على العنبر، أن مشاركة برنامج تنمية الحرف والصناعات اليدوية في فعاليات الملتقى تنبع من كون هذه القطاع جزءا أصيلا من المكون التراثي والثقافي للمملكة وتسعى الهيئة إلى تعزيزه وإبرازه، مضيفا أن ملتقى التراث العمراني يشكل نافذة وإطلالة قوية على تراثنا بمكوناته المختلفة، حيث تشترك فيه جميع القطاعات والجهات ذات العلاقة بالموروث الحضاري بمفهومه العام المادي والمعنوي، من تراث عمراني وحرف وصناعات يدوية وأدب وشعر، وفلكلور شعبي. من جهة أخرى، أوضح أمين منطقة المدينةالمنورة رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور خالد طاهر أن أمانة المدينةالمنورة استحدثت جائزة أمير المدينةالمنورة للمسكن التراثي المميز بقيمة مليون ريال، وذلك بهدف التشجيع على ترميم وتأهيل المباني التراثية في المنطقة، كما أعلن عن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان لإنشاء الحي التراثي المديني، الذي يقع على مساحة 120 ألف متر مربع بحديقة الملك فهد يشغل طوال العام، وتأسيس إدارتي التراث العمراني وإعمار البيئة بالأمانة للعناية بالدراسات والمشاريع التراثية العمرانية والبيئية. وأضاف طاهر أن الأمانة بدأت في تنفيذ ما يزيد على العشرين مشروعا تراثيا بشراكة وتكامل بين أمانة منطقة المدينةالمنورة والهيئة العامة للسياحة والآثار.