أرادت المجلة المغمورة «شارلي إيدو» الفرنسية العودة للشهرة مرة أخرى، وهذه المرة من خلال ما يسمى «التجديف» بنشرها عنوانا مسيئا للقرآن الكريم، بعد نشرها قبل عام ملفا خاصا حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كقصة مصورة بالرسوم «الكاريكاتورية» ضمن كتيب ملحق بالمجلة في 62 صفحة، مليئة بالصور المشوهة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وتجسديها له، زاعمة أنها استندت لمراجع إسلامية وكتب المستشرق ماكسيم رودنسون. ولعل الخطوة الثانية من الإساءة للدين الإسلامي، تأتي بعد تدني مبيعات تلك المجلة الأسبوعية الساخرة، التي تعد من مجلات الدرجة الخامسة في فرنسا، فكلما تدنت مبيعاتها لجأت لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم ومن كتابهم المقدس. وهذه المرة بعد نشرها العنوان المسيء للقرآن، تقدمت أمس منظمة حقوقية تدافع عن حقوق المسلمين في فرنسا بدعوى قضائية في مدينة «ستراسبورغ» ضد المجلة، وتتزامن هذه الدعوى مع أخرى مشابهة لها رفعت في باريس بتهمة «التحريض على العنف العرقي»، بعنوان تصدر الصفحة الأولى من المجلة يوليو الماضي، ويتضمن إساءة إلى القرآن الكريم. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، أن الدعوى قدمت قبل أسابيع، ولم يتم تلقيها مباشرة لدى المحكمة الجنائية إلا الأسبوع الجاري، موضحة أن «التجديف» جناية في فرنسا سوى في منطقة «الألزاس وموزيل» الحدودية مع ألمانيا، حيث تنص المادة «166» من قانون العقوبات في تلك المنطقة على عقوبة تصل إلى السجن ثلاث سنوات لمن يثبت قيامه ب«التجديف». و«التجديف» هو عدم التقدير للأديان الأخرى، أو رموزها، أو مقدساتها، أو معتقداتها، وهناك قوانين في بعض الدول لمعاقبة المتهمين ب«التجديف»، مع أن دولا أخرى تمنح اللجوء لأشخاص وجهت لهم التهمة في بلدانهم، وهناك بعض الدول تستخدم قوانين «التجديف» لإدانة أشخاص يختلفون مع أغلبية، أو أشخاص منشقين عن طائفة أو دين معين.