بهت البريق الكاتالوني في موقعة أمستردام بغياب النجم ليونيل ميسي، وبدا أن قواعد الإثارة قد تغيرت في صفوف الفريق المنهك بالإصابات والغيابات والقناعات المتقلبة لمدربه خيراردو مارتينو وحساباته المضطربة في دوري الأبطال، وأن المستقبل سيكون شاقا في غياب البرغوث الأرجنتيني الذي لم يعد جسده الرشيق يتحمل الاستنزاف. تجمد رصيد الفريق عند عشر نقاط في صدارة مجموعته بفارق نقطتين عن ميلان مؤجلا حسم أمره في التأهل إلى ختام المجموعة، وهو ما يبدو متاحا كون خصمه الأخير هو سيلتيك الاسكتلندي، لكن المؤلم في نظر الأنصار أنها أول اختبار للبلاوغرانا بغياب إسطورته ليونيل فشل في تجاوزه بنجاح. حسابات المدرب كانت سببا مؤثرا في الخسارة حين أبقى سيرجيو بوسكيتس خارج التشكيلة، في مقابل إشراك كارليس بويول في مركز الظهير الأيمن ومونتويا في منطقة الظهير أيسر، لكن واقع الغيابات الكثيرة أفقد الفريق السيطرة الإيجابية المعتادة خاصة في وسط الملعب، حيث كان ميسي متسيدا لها أيا كان الخصم، فغابت الخطورة في المناطق الأمامية وضعف الإمداد إلى حد كبير. يرى نجوم البارسا أنهم خسروا بإخفاقهم في شوط أول حيث فقد الفريق هيبته أمام تفوق أياكس سيما بعد أن تقدم بهدف قبل أن يمنح خافيير ماسكيرانو بخطأ فادح هدفا ثانيا لأصحاب الأرض وهو ما كلفهم المواجهة. كان نيمار الأبرز في المواجهة وتسبب في الهدف الأول وطرد لاعب من الخصم لكن تاتا لم ينجح في استعادة روح الفريق، وفشل في استثمار النقص، وكان ما يعاب على نيمار الإفراط في المراوغات وضياع فرص ثمينة كانت كفيلة بأسوأ الأحوال أن تمنحه التعادل. وكان إجمالا أن المبالغة في التمرير وسط الملعب سلبية على بارسا، حيث بدا واضحا تأثير ذلك في قلة الهجمات الحقيقية المصنوعة، خاصة أن المنافس يلعب بعشرة لاعبين فقط. بيول وبيكيه لم يكن هما الآخرين في مستوى المواجهة، ولعل الإصابات التي يعانيان منها لعبت دورا في ذلك، لكن الحال يقول إن فريق بحجم بارسا كان جدير به تعزيز دكة البدلاء وهو مايبدو أنه خيار تاتا في الشتاء. أول غياب لميسي في مواجهة قوية في مقابل أول خسارة للفريق الكاتالوني، معادلة لايرى فيها عشاق النادي الإسباني سوى أن ميسي كل شيء في بارسا.