أوصى المؤتمر الخليجي الثاني للطب البديل والتكميلي الذي اختتم أعماله أمس في الرياض، بإنشاء مركز أبحاث متخصص في هذا المجال على مستوى الخليج، وإدخال الطب النبوي في المناهج التعليمية الصحية سواء الجامعية أو الدراسات العليا، وتوثيق الممارسات الصحية في ثقافة المعافاة بين المرضى. كما أكد المؤتمر في توصياته على دمج الطب التكميلي في الخدمات الصحية العلاجية، ووضع تعريف مشترك له في دول الخليج، ونقل المعالجات المتحقق نفعها وسلامتها من ممارساته في العالم إلى المجتمعات الخليجية وفق أنظمة ولوائح تحقق الفائدة، ووضع ميثاق أخلاقي، على أن تقوم الدول الأعضاء بسن اللوائح والتشريعات والنظم الكفيلة بتنظيم ومراقبة ومتابعة ممارسة الطب التكميلي على أسس علمية صحيحة ومعطيات يقينية متميزة، وتعزيز القدرات الوطنية في الدراسات البحثية الخاصة بالطب التكميلي مع رصد الميزانيات اللازمة لذلك. إلى ذلك كشف المؤتمر عن رغبة 60 % من الأطباء بالرياضوجدة في ممارسة الطب التكميلي المبني على البراهين، غير أن هناك عددا من العوائق التي تحول دون الممارسة. وأوضحت الدكتورة رجاء الردادي استشارية طب المجتمع عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للرعاية الصحية المبنية على البراهين ومديرة ادارة الأمراض الوراثية والمزمنة في إدارة الصحة العامة بجدة، أن قلة الأبحاث في هذا الشأن تعتبر من أبرز العوائق حيال الممارسة للطب التكميلي. وبينت أنه من خلال دراستها المقطعية التي شملت عينة من 242 من الأطباء في جدةوالرياض في جميع التخصصات والقطاعات الصحية، اتضح أن 42 % من الأطباء سبق ان وصفوا لمرضاهم على الأقل مرة واحدة نوعا من أنواع الطب التقليدي والتكميلي. وأكدت الدكتورة الردادي في ورقة قدمتها للمؤتمر، استعداد الأطباء لممارسة الطب التكميلي والبديل المبني على البراهين، مشيرة إلى أن العوائق من وجهة نظر الأطباء تتمثل في عدم وجود بحوث كافية تثبت فعالية وسلامة هذه الأنواع، وعدم حصولهم على تدريب كاف، والخوف من الآثار الجانبية للمواد المستخدمة، وعدم وجود توصيات واضحة تؤكد أو تنفي فعالية الأنواع المستخدمة. وأوصت في هذا الصدد بوجوب وضع نهج لمعالجة العوائق التي تحول دون ممارسة الطب التقليدي والتكميلي المبني على البراهين، وذلك بتدريب الأطباء وإجراء البحوث الإكلينيكية لمعرفة فعالية وسلامة ما يستخدم في المملكة، وإدراج الطب التقليدي والتكميلي ضمن مناهج كليات الطب في برامج الزمالات الطبية. من جانبه، قال الدكتور باسم يوسف شيخ مدير كرسي بن لادن لأبحاث الإعجاز العلمي في الطب النبوي، إن الحجامة أثبتت فعاليتها بجدارة في علاج أنواع آلام الصداع الأولي غير الناتجة عن أمراض داخل الجمجمة وخصوصا الشقيقة، ومنها علاج آلام أسفل الظهر الأولي غير الناتجة عن أمراض ورمية أو انزلاقات غضروفية تستوجب التداخل الجراحي، وعلاج آلام المفاصل الناتجة عن التواء في المفصل. وأكد الدكتور باسم شيخ في ورقته عن (الحجامة في الطب النبوي)، إمكانية تنظيم وإقامة عيادات الحجامة بشرط أن يكون التشخيص والعلاج تحت إشراف أطباء مدربين، غير أنه حذر من فتح المجال لأي ممارس للقيام بالحجامة. وشدد الدكتور محمد البار مدير مركز أخلاقيات الطب في المركز الدولي بجدة، في ورقته عن (الطب النبوي.. النهج الشمولي)، على أهمية مراعاة السلوكيات التي يمارسها الناس وتؤدي إلى حدوث الأمراض، مشيرا إلى أن السيرة النبوية مليئة بالأحاديث والسلوكيات التي تؤكد على الممارسة الصحيحة للحياة وتجنب الأمراض.