الصح يقابله الخطأ، والتصحيح يعني إعادة وضع قائم على خطأ، والحملة التصحيحية لنظام الإقامة والعمل التي كانت على مدار ستة أشهر ماضية استفاد منها ملايين العاملين المخالفين، وهذا يعني أن سوق العمل السعودي يغص بالمخالفات قبل الحملة وهو نتاج تراكمات بيروقراطية وغياب للرقابة مما تسبب في هذا الكم من التسيب، وإغلاق عدد كبير من المحلات وشلل حركة الليموزينات وغيابها من شوارع المدن صبيحة انقضاء المهلة التصحيحية هو خير شاهد على الكم الكبير من المخالفات والتجاوزات وهو جرس إنذار لما ينتج عن التستر، فالحملة بقدر ما لها من أثر إيجابي في دعم نظام السعودة، وخلق فرص عمل لأبناء البلد، كان لها أيضا أثر أكبر في فرض الضابط الأمني ورفع الحس بهيبة رجال الأمن، إنها ترنيمة النظام، وإيقاع العمل دون مخالفات، فعلا كانت صبيحة يوم مختلف، فمدينة كمدينة جدة تنعمت بصباح لا يشبهه صباح، وانسيابية في حركة المرور لم تعهدها هذه المدينة الحالمة، وكأن شوارعها تأخذ نفسا عميقا تستعيد فيه الحياة التي خنقتها سيارات الأجرة والسائقون الخصوصيون، مشاهدات كثيرة، وصور عدة، لكن ولعل من أغرب ما رأيت هو إغلاق بعض الصيدليات، فهل يعقل أنها كانت تدار بعمالة مخالفة لم يسعفها الوقت في التصحيح؟