مسيرة النجم الدولي السابق جمال فرحان حافلة بالكثير من التفاصيل الجميلة والمثيرة، إذ إنه من قلائل النجوم العرب الذين شاركوا في منتخبين عربيين مختلفين وفرض نفسه ضمن القائمة الأساسية فيها لسنوات، وذلك حين مثل الأخضر السعودي والأزرق الكويتي في بداية مشواره الرياضي الذي لم يخل من الإثارة والأحداث الساخنة المرتبطة بذاكرة الخليجيين. التحق بالرياضة السعودية من خلال نادي الاتحاد بعد أن خاض تجربة مميزة مع النصر الكويتي، حيث لعب رمز النادي الثمانيني دورا في تغيير وجهته وتحويل مسار حياته، حتى بات واحدا من أبرز النجوم الذين لعبوا للعميد وشاركوا في صناعة الإنجازات له قبل سنوات طويلة تضاهي ربع قرن من الزمان. في هذه السطور نقلب معه تفاصيل حياته الخاصة ونستحضر معه شيئا من تاريخه الرياضي وحياته الخاصة منذ بداية مشواره وحتى بعد مغادرته من منصب مدير الكرة في النادي العريق، فإلى التفاصيل: اقتحمنا عالم الفرحان الخاص على غير موعد وآثرنا أن نلتقيه بلا مقدمات وفتح قلبه قبل أبواب منزله ل«عكاظ»، استضافنا في منزله الكائن في شمال مدينة جدة كما يفعل عادة مع أصدقائه الذين يستضيفهم كل أسبوع ويشاطرونه متعة كرة القدم في مناورات خاصة في فناء منزله، الذي اكتظ بنجوم الزمن الجميل وبعض الأقارب والأصدقاء، ومنهم عيد مرشد وعبدالله فوال ورياض عمرو وأحمد بايزيد وعثمان مرزوق وعيسى حمدان وعيسى خواجي وسامي شاص ووجدي الطويل وأحمد جميل وطلال سنبل وإسماعيل حكمي وعادل الثقفي وعبدالرحمن الرابغي، مبينا أنه لازال يتواصل مع عيسى حمدان وعثمان مرزوق، وعضو شرف النادي الأهلي العميد أحمد الشهراني. بداية ونبوغ يروى الفرحان لنا بدايته مع الكرة فيقول: كانت أول مباراة لعبتها ضد النادي الأهلي وذلك في التسعينيات الهجرية، وكنت أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب الألماني كرامر في الحقبة التي شهدت أول تواجد للمحترفين في الكرة السعودية قبل أكثر من 30 عاما، وأتذكر أن من كان معنا في ذلك التوقيت الألماني ثيو بوكير والتوانسة تميم الحزامي وتوفيق بالغيث ونجيب غميض والسويدي شوبرج، وحققنا أكثر من بطولة مع العميد. ولكن هذه المحطة كانت تعقب تجربة قضيتها مع النصر الكويتي بحكم أنني عشت في الكويت فترة طويلة، وكان هذا النادي تحديدا لقربه من منزلي، حيث طلب من الوالد أن أسجل به وبعد أن تدربت معهم مرة واحدة أعجبوا وانطلقت من هذا النادي العريق إلى أن ارتديت شعار المنتخب الكويتي، بعد ذلك قرر الوالد العودة إلى السعودية وبحكم ميولي وعلاقتي بالأمير طلال بن منصور عندما كان رئيسا للاتحاد فضلت الانضمام للعميد، وقبل ذلك كانت هناك عدة مفاوضات من أندية مختلفة إلا أنني اخترت الاتحاد لأن أسرتي اتحادية، حيث فاوضني ناديا الهلال والنصر وأتذكر أنه حضر عن الطرف النصراوي الأمير عبدالرحمن بن سعود بنفسه، ولعبنا حينها مواجهة ودية ضد النصر الكويتي في اعتزال لاعب منتخب الكويت علي الشمري، وقدم قطبا العاصمة النصر والهلال عرضين لي لكن بحكم علاقتي بأعضاء شرف الاتحاد اللواء محمد بن داخل والفريق أسعد عبدالكريم وسليمان الحمدان وقعت للعميد، وواصلت تألقي معهم حتى ارتديت شعار المنتخب السعودي والحمد لله كنت راضيا عما قدمته في الملاعب ومع الأخضر السعودي. وعن أول مباراة له مع الاتحاد قال: كانت أمام الأهلي وحينها أذهلني حضور جمهور الاتحاد العريض، وبصراحة أي لاعب حتما سوف يتألق أمامهم، ولولاهم لما استمر الاتحاد طوال العقود الثمانية بطلا وحقق إنجازات كبيرة، هم سر انتصاراته. وعن حال الاتحاد اليوم قياسا بالزمن الجميل، قال فرحان: كرة القدم إجمالا اختلفت اليوم، حيث كانت سابقا للهواة ويبذل فيها اللاعبون جهدهم من قبيل الحماس والاستمتاع، أما اليوم فأصبح الاحتراف هو مصدر رزق اللاعب ناهيك عن أن وسائل الإعلام المختلفة تلعب أدوارا تجاه رفع وخفض مستوى اللاعبين، وبرأيي الهبوط في مستوى الرياضة مشكلة إدارية لأن معظم من دخلوا هذا المجال ليسوا رياضيين، وكان يجب أن يتم الاختيار بمعاير فنية ونظرة رياضية حيث تختلف الرؤية تماما بينهم وبين من لم يمارسوا الرياضة وهو ما أدى إلى التخبط في كل شيء سواء في اختيار العناصر العشوائية. وحول تدهور الاتحاد ما يقارب الخمس سنوات وتعثره من موسم إلى آخر وعدم الاستقرار في رئاسة النادي أو تحقيق البطولات، قال: مشكلة النادي إدارية لأنه ليس هناك استراتيجيات في العمل لذلك تجد الإدارة لا تستمر أكثر من موسمين. فوضى الاتحاد سألناه: لماذا تركت الإشراف على الفريق الأول في عهد إدارة ابن داخل، وماهي الأسباب وبصراحة؟.. فأجاب: السبب عدم الالتزام بالاستراتيجية وسياسة عمل كرة القدم وأصبح الوضع أشبه بالفوضى. وحول التفريط في النجوم الكبار وفي مقدمتهم محمد نور ونايف هزازي وربما أسامة المولد وسعود كريري، وكيف يرى سياسة التفريط في النجوم مستقبلا، فأجاب: من المفترض المحافظة على باقي النجوم يجب أن يكون هناك استراتيجية في العمل وسياسة منطقية في كرة القدم بعدم التفريط؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تغييب الثقة لدى الأجيال التالية، عندما يرى هؤلاء الأوفياء خارج أسوار النادي وستدفع الإدارة فاتورة التفريط باهظا في المستقبل. وعن استراتيجية إدارة المهندس محمد الفايز في ظل استمرار الديون على النادي أو تخطيها رقم 80 مليونا، قال الفرحان: كان الله في عون الاتحاد، ويجب على الاتحاديين الوقوف معه لأن من يتحمل هذا التخبط كلا الإدارتين.