يسلم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب الحرم المكي الليلة جائزة «كتاب العام» التي ينظمها نادي الرياض الأدبي، في حفل يقام بهذه المناسبة الليلة في مركز الملك فهد الثقافي بعد أن منحت الجائزة لكتابه «تاريخ أمة في سير أئمة» الذي صدر عام 1433ه عن مركز مكةالمكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز. ويسرد الكتاب سيرة 1312 إماما للحرمين الشريفين منذ عهد النبوة حتى الوقت الحاضر، منهم 745 إماما للمسجد الحرام، و567 إماما للمسجد النبوي. وقد قام المؤلف بترتيب الأئمة بحسب تاريخ وفاتهم وضمن الكتاب عرضا لتاريخ عمارة الحرمين، والتعريف بالكعبة المشرفة وتاريخ ترميمها وكسوتها، وقام المؤلف بالتعريف بوظائف الحرمين الشريفين مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة والفراشة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس. كما جاء المؤلف على ذكر المقامات وصفتها وكيف بدأت وكيف جمعت على إمام واحد في الدولة السعودية الأولى ثم لاحقا في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. الكتاب الذي اعتمد على 185 مرجعا رصد عددا من النوادر والأحداث التي تشهد على حرص الحكام والسلاطين والأمراء والأثرياء على التنافس في خدمة الحرمين الشريفين عبر العصور، ويعزز الكتاب دور المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين من خلال تدوين تاريخ لم يحظ بعناية كبيرة عبر قرون رغم أهميته، ويمثل الكتاب خلاصة جهد شامل استقصى فيه الباحث أئمة الحرمين الشريفين منذ عهد النبوة حتى عصرنا الحالي. ومع صعوبة تحصيل المعلومة، لم يغفل الباحث تدوين كل من أم المسجد الحرام والمسجد النبوي من الأئمة الراتبين ومن ناب عنهم أو من أم الحرمين ولو لمرة واحدة، مع سيرة كل واحد ما أمكن له ذلك، مما جعل هذا الكتاب موسوعة فريدة في بابه تستحق الإشادة، من حيث تنوع مصادر البحث سواء من المدونات التاريخية القديمة، أو ما أمكن الباحث أن يحصل عليه من الروايات الشفاهية، ويسد الكتاب ثغرة في المكتبة الإسلامية حول تاريخ الحرم المكي والحرم المدني، بحيث لم تجد سير أئمة الحرمين من المؤرخين من دون سيرتهم في مصنف مستقل، والكتاب بذلك يقدم خدمة جليلة لفن السيرة وعلم التاريخ.