اتفق عدد من الكتاب ومعدي البرامج التلفزيونية أن نقص المخزون الثقافي لدى بعض الإعلاميين وغياب العمل المؤسسي وعدم اهتمام المؤسسات الإعلامية بالمجال الثقافي هي أبرز الإشكالات التي تواجه الإعلام الثقافي اليوم في وسائل الإعلام المحلية، وأوضحوا ل«عكاظ» أن الإعلام الثقافي مطالب بتوسيع دائرة المتلقين عبر تطوير قوالبه بحيث تصبح أكثر جاذبية وتشويقا لمختلف الفئات العمرية، حول ذلك: اعتبر المعد بالقناة الثقافية السعودية القاص عبدالرحمن العمراني، أن الخلل في الإعلام الثقافي يكمن في شقين، الأول ضعف المنتج الثقافي والضعف المهني لدى المنتمين للإعلام الثقافي، فبعضهم لا يمتلك -بحسب رأيه- مخزونا معرفيا يؤهله لكي يناقش قضايا ثقافية تهم المشهد وتحتاج لطرح ونقاش، والثاني الجمهور أو المتلقي الذي قد لا يصل مستوى وعيه إلى ما يطرح في الصفحات الثقافية النشطة أو القنوات المرئية، وهذا ما يدفع بعض الصحف إلى حجب الصفحة الثقافية إذا تعارضت مع إعلان تجاري. من جهته، قال الروائي علوان السهيمي: «ليس لدينا إعلام ثقافي متخصص سواء كان مقروءا أو مسموعا أو مرئيا، فكل ما تشهده أوساطنا الثقافية اجتهادات شخصية، ربما تساهم بشكل أو بآخر في خدمة الأدب والمعرفة والثقافة، لكنها في النهاية لا تخرج عن كونها اجتهادات بطريقة غير مؤسسة»، ورأى أن الثقافة لدينا لم تصبح شيئا مهما إلى هذا الحد ليكون لها إعلام متخصص ومؤسس، وذكر أننا بحاجة في البداية إلى أن ننمي علاقة الفرد بالمعرفة والثقافة، حتى نستطيع بعد ذلك أن نطالب بإعلام ثقافي يخدم المعرفة والثقافة. في سياق متصل رأى الكاتب سلطان الحويطي، أن الإعلام الثقافي يشهد قصورا كبيرا، مطالبا بإيجاد آلية لإدخال الحراك الثقافي في الأولويات، وذكر أن الإعلام الثقافي هو الوسيلة الأهم لتوصيل المعرفة إلى المتلقي وجسر يصل بين الكتاب والأدباء والقارئ ليتشكل الوعي المطلوب، ولفت إلى أن مشكلة الإعلام الثقافي الأساسية تتمثل في أنه لم يسع لتوسيع دائرة المتلقين، وتساءل: هل يوجد إعلام ثقافي من الأساس؟ ليجيب الإجابة: لا، فكل ما تشهده الساحة الإعلامية مجرد محاولات لإيجاد إعلام ثقافي، وقال: «ليس مهما وصول الإعلام الثقافي للناس بل المهم أن يصل الناس للإعلام الثقافي حتى تكون المعادلة صحيحة وحتى يشهد الإعلام الثقافي توسعا كبيرا في مناقشة كل القضايا المجتمعية والسياسية». ومن ناحيتها أوضحت رئيسة لجنة الإعلام والنشر عائشة الفيفي، أن الإعلام الثقافي مصطلح ذو بعدين، إعلام بوسائله المختلفة وثقافة بتعددها وما يحمل كل منهما من رسالة ورؤية قيمة واستثنائية يشترك فيها كل من الإعلامي في شتى المجالات والمثقف باختلاف نوع ثقافته، مضيفة أن البعدين يعتبران معيارين لقياس مدى التأثير والحضور للبنية التحتية للإعلام الثقافي ومدى قوة التأثير والإقناع والإلمام بالمادة الثقافية كما ونوعا. في المقابل، قالت الشاعرة هيلة البغدادي: «إعلامنا الثقافي ليس بالسيئ فمادته جيدة ولكن القالب الذي تقدم به البرامج الثقافية يفتقر للمتعة والاحترافية»، واعتبرت أن وسائل الإعلام المحلية بحاجه ماسة الى إعادة هندسة لتشكيل قوالب إخراج المادة الثقافية بالصورة التي تجذب المتلقي وتستحوذ على اهتمام الأفراد من كافة المستويات العمرية، وأضافت أن الإعلام الثقافي يفتقر للكفاءات المؤهلة المدربة على العمل الإعلامي سواء الصحفي أو الإذاعي، وطالبت القائمين على الأجهزة الإعلامية بتوخي الدقة في اختيار المواد والكتاب وعدم حصر الكتابة على مجموعة معينة من الكتاب.