تواصلت السيول والأمطار في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها أمس متسببة في حوادث عديدة من غرق وفقدان أشخاص واحتجازات للمركبات عند الأودية ومجاري السيول. وشهدت مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية في وقت متأخر من ليل أمس الأول الجمعة هطول أمطار متفرقة وقوية مصحوبة بزخات الثلوج على أطراف المدينة والهجر التابعة لها خلفت خمس وفيات بينها امرأة ورجلا أمن ومواطنان، و32 محتجزا تم إنقاذهم، فيما لا يزال هناك ثلاثة آخرون مفقودون يجري البحث عنهم عبر طائرات عامودية. وتابع صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية الحدث أولا بأول ووجه الجهات المعنية بالعمل على تقديم كافة الخدمات التي تكفل راحة المواطن، ليستنفر الدفاع المدني كامل قواه وفرقه لمتابعة الأوضاع الجارية في المدينة وإنقاذ المحتجزين وانتشال الجثث، بينما أقفلت قوات الأمن طريق عرعر المؤدي لمدينة طريف وكذلك طريق مركز حزم الجلاميد المؤدي إلى عرعر شرقا. كما تابع الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني الأحداث لحظة بلحظة من خلال الاتصال المباشر مع مدير مدني الشمالية المكلف العميد عبدالرحمن الزهراني الذي حذر المواطنين والمقيمين بعدم الخروج على طريق طريف نظرا لوجود زخات قوية جدا من البرد، مؤكدا أنهم استنفروا كامل قواهم الميدانية من أجل الحفاظ على سلامة الجميع. وأوضح نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية النقيب عبدالرحمن الأحمري في بيان أولي أن عدد الحالات التي تم إخراجها حتى إعداد هذا الخبر بلغ 32 حالة وهم بصحة جيدة، وأن هناك ثلاثة مفقودين ولا يزال البحث جاريا عنهم، مبينا أن هناك العديد من البلاغات التي ترد إليهم بعرعر ويتم التجاوب معها فورا، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن مجاري الأودية والشعاب. وفقدت قوة أمن الطرق في عرعر فجر أمس اثنين من أفرادها جراء سيول الأمطار وتم العثور على جثتيهما بالقرب من سيارتهما الأمنية ونقلت جثتاهما إلى مستشفى عرعر المركزي. وجرفت سيول وادي بدنة في عرعر فجر أمس أكثر من 500 رأس أغنام، حسبما ذكر ل«عكاظ» صاحبها حامد زيد الحازمي ولم يتبق منها سوى 25 رأسا، حيث لم يتمكن راعيها من إخراجها جميعها بسبب الظلام. وفي محافظة رفحاء تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ عائلة مكونة من 10 أشخاص احتجزت سيارتهم في الوحل الذي خلفته الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة. وذكر مدير الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية المكلف العميد عبدالرحمن الزهراني أن فرق الدفاع المدني بمحافظ رفحاء تمكنت من إنقاذ العائلة بعد أن علقت سيارتهم في الوحل، وتم إخراجهم جميعا بحالة صحية جيدة، مهيبا بالجميع بأخذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات وتجنب أماكن تجمع المياه حفاظا على أرواحهم، مؤكدا أن الدفاع المدني بالمنطقة على أتم الاستعداد لمواجهة الحالات الطارئة. وأبلغ «عكاظ» المتحدث الرسمي للإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة الحدود الشمالية مساعد غالي العنزي أن 10 فرق إسعافية تابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي من مدينة عرعر وحزم الجلاميد ومحافظة طريف باشرت يوم أمس تقديم الخدمة الإسعافية اللازمة لجميع الحالات ونقلتها إلى مستشفيات مدينة عرعر ومحافظة طريف وجميعهم بصحة جيدة، ولم يتوف إلا رجل وامرأة. وشهدت منطقة الباحة والعديد من محافظاتها أمطارا غزيرة شملت العديد من الأودية والمتنزهات والعقاب، من بينها ترب السراة وعقبة قلوة التي شهدت انجراف سيارتين أثناء نزول قائديها منها بسبب السيول، وقد نجا قائداها من الحادث، وباشرت دوريات المرور الحادث بمتابعة من مدير مرور الباحة العقيد عبدالله ظافر القرني. كما شهدت مدينة الباحة خمسة حوادث مرورية، بسبب السرعة الزائدة عند نزول الأمطار، منها حادث دهس، ونتج عن تلك الحوادث إصابة قائدي المركبات وتم نقلهم إلى مستشفى الملك فهد بالباحة. ودعا مدير مرور منطقة الباحة العقيد عبدالله ظافر القرني السائقين بأخذ حذرهم أثناء هطول الأمطار حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه. وهطلت مساء أمس الأول أمطار غزيرة على مركز حلي جنوب محافظة القنفذة مصحوبة بزوابع رعدية سالت على إثرها الأودية والشعاب، غير أنها لم تؤثر على سير المسافرين على الطريق الدولي (جدة - جازان). ودعا مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة القنفذة العقيد عبدالعزيز الجودي، المواطنين والمقيمين لأخذ الحذر، بينما استنفرت بلدية حلي كافة معداتها وآلياتها لسحب مياه البرك والمستنقعات من العديد من الشوارع والقرى والهجر. وأوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية حلي أن البلدية تسعى لإيجاد حلول دائمة لتجمعات مياه الأمطار في بعض الأحياء ببلدة كياد، وتأمل في تعاون المواطنين لإزالة بيارات الصرف التي تعترض تنفيذ مشروع تصريف المياه، مشيرا إلى أنه تم الوقوف على تجمعات المياه في قرى شرق حلي (الشعب، الحداب والرميضة) لسحب مياه المستنقعات والبرك.