تتطلع وزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة التربية الخاصة، في المستقبل إلى تقديم خدمات ملائمة لذوي صعوبات التعلم بالمرحلتين المتوسطة والثانوية مماثلة لما يقدم من خدمات في المرحلة الابتدائية، كما تتطلع إلى إعداد مشروع وطني لإعداد اختبارات لقياس الجوانب النمائية لهذه الفئة. كما تأمل الوزارة أن يتم تفعيل مقترح اليوم الخليجي لصعوبات التعلم الذي قدمته المملكة وتمت الموافقة عليه من قبل وزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون في دورته الثانية والعشرين المنعقدة في مملكة البحرين عام 1433ه. وقد استفاد 16.200 طالب من 1471 برنامجا لصعوبات التعلم نفذتها الوزارة لطلاب التعليم العام الذين يعانون من ضعف مستوى التحصيل العلمي، نتيجة تعرضهم لاضطرابات في السمع، أو التفكير، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، مما يؤثر على أدائهم في مواد (القراءة، الإملاء، الرياضيات، الخط)، شريطة عدم ارتباط هذه الاضطرابات بالإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية أو غيرها من الإعاقات الجسدية. وتتبنى الوزارة برنامج صعوبات التعلم منذ عام 1416ه، حيث أطلقته كتجربة في عدد محدود من المدارس، وبعدد قليل من المعلمين المنفذين للبرنامج، ليصل عدد المعلمين هذا العام ل1529 معلما، جميعهم حاصلون على درجة البكالوريوس في التربية الخاصة تخصص (صعوبات تعلم). ويهدف البرنامج إلى زيادة فاعلية التعليم في المملكة، من خلال تقديم أفضل الخدمات التربوية الخاصة للطلاب ذوي صعوبات التعلم بعد اكتشافهم وتشخيصهم، الذي يتم عن طريق معلم التربية الخاصة ومعلم الصف والمرشد الطلابي وولي أمر الطالب بمتابعة من إدارة المدرسة، ومن ثم تقديم الاستشارة التربوية لمعلم الفصل، المسؤول الرئيس عن العملية التعليمية، مما يسهم في تحقيق محصلة نهائية جيدة، كما يشمل البرنامج تقديم إرشادات لأولياء أمور الطلاب المعنيين به، كي تساعدهم في التعامل مع حالة الطالب في المنزل. وتبذل الوزارة ضمن خطط تطويرها لبرامج صعوبات التعلم جهودا كبيرة، منها إصدار أدلة مرجعية لصعوبات التعلم مثل دليل معلم ومعلمة صعوبات التعلم، ويجري العمل في الوقت الحالي على إصدار الدليل التنظيمي لبرامج صعوبات التعلم، ولائحة برامج صعوبات التعلم في المرحلة المتوسطة والثانوية. وضمن خطط التطوير التي تعمل عليها الوزارة تفعيل تبويب بيانات برامج صعوبات التعلم إلكترونيا، من خلال برنامج الإدارة التربوية (نور) ليخدم المعلمين المختصين والمشرفين المختصين وأولياء الأمور، وتطوير وإعداد اختبارات لتشخيص الطلاب ذوي صعوبات التعلم في مادتي اللغة العربية والرياضيات. وفي ذات الصدد فإن الجهود جارية للتوسع في افتتاح برامج صعوبات التعلم، لتقديم ومتابعة الخدمة في التعليم العام، وإعداد حقائب تدريبية لتطوير مهارات معلمي برامج صعوبات التعلم. لتجهيز غرف المصادر لذوي صعوبات التعلم بالمستلزمات التعليمية الحديثة. منفذو العملية التعليمية يرون إيجابية البرنامج ويصفونه بالمتميز خلال استطلاع أجرته وكالة الأنباء السعودية، حيث عد معلم الصفوف الأولية عبد العزيز الزيد البرنامج بالجيد الذي أضاف كثيرا للعملية التعليمية بشكل كامل، مفيدا بأنه قلل إلى حد كبير من نسبة الطلاب المتخلفين دراسيا، وأنه بات هناك تقارب في مستويات الطلاب الخاضعين له مع زملائهم الطبيعيين. من جهته أبان معلم صعوبات التعلم أحمد مجرشي أنهم يجدون تعاونا كبيرا من معلمي الصفوف الأولية، لا سيما أن التحصيل العلمي للطالب المستفيد من البرنامج ارتفع كثيرا. وأشار إلى الحرج الذي قد ينال الطالب المعني بالبرنامج عند استدعائه من فصله، وضرورة أخذه في الاعتبار من قبل معلم صعوبات التعلم، مبينا أنه جعل من غرفة المصادر مكافأة للطلاب المتفوقين، مما أسهم في رغبة الطلاب جميعا دخولها وقضاء بعض الوقت فيها. وأرجع مجرشي النظرة السلبية من قبل أولياء الأمور للبرنامج عند التواصل معهم حيال أبنائهم الطلاب المحتاجين للخضوع له، إلى نقص الوعي بالبرنامج، مطالبا الإعلام بجميع وسائله تسليط الضوء عليه وتبيان إيجابياته وتفاصيله والطلاب المستهدفين منه. وفي السياق ذاته يشير المشرف الطلابي فهد العلي إلى النظرة السلبية التي ينظر بها أولياء الأمور للبرنامج، وما يتطلبه ذلك من معاناة في شرحه، وتوقيت المواد التعليمية التي تقدم فيه، وأنه لا يترتب عليه أي أعباء مالية، أو جهد إضافي من قبل ولي الأمر. أولياء الأمور بدورهم أثنوا على البرنامج، وعدوه السبب الرئيس لوصول أبنائهم لمراحل جيدة تعليميا، وأوضحوا أن الفرق بات واضحا لا سيما أن بعضهم حرص على نقل ابنه لمدارس تقدم البرنامج، حيث كانوا يعانون كثيرا خلال تعليمهم في المنزل ومساعدتهم في أداء فروضهم المنزلية.