«لن يتحقق الحج الذي نريد ما لم نشخص الواقع فنعالج السلبيات ونعزز الإيجابيات».. هكذا أجمعت قيادات مؤسسات الطوافة، مؤكدة أن ما تحقق من نجاحات قياسية لموسم حج هذا العام بفضل من الله عز وجل ثم بفضل تضافر الجهود من قبل الجهات الحكومية العاملة في شؤون الحج ومشاركة القطاعات الخاصة، إنما جاء تتويجا لما تحشده حكومة المملكة العربية السعودية من طاقات بشرية وإمكانات مادية لحصد نتائج باهرة لمصلحة ضيوف الرحمن، مؤكدين أن حج هذا العام كان مثاليا إذ خلا من كل ما قد يعكر صفو الحجيج ورحلتهم الإيمانية حيث تنقلوا بين المشاعر المقدسة وأدوا نسكهم وسط منظومة من المشاريع العملاقة ما بين أنفاق وجسور ووسائل نقل وخدمات مختلفة كانت محل استحسان ورضا حجاج بيت الله الحرام كافة. وطالبت قيادات مؤسسات الطوافة عبر «عكاظ» بضرورة العمل على مكافحة عدد من الظواهر السلبية التي لاتزال تشوه صورة الحج رغم ما تبذله الدولة من جهود وأموال طائلة، مثل ظاهرة التسول والباعة الجائلين والبسطات العشوائية وبيع المأكولات غير الخاضعة لأي إشراف صحي بيئي، مشددين على أن كل هذه المظاهر لابد من القضاء عليها لتحقيق (الحج الذي نريد) ويأمله كل قادم إلى هذه الديار المقدسة. عمل مؤسسي بداية قال المطوف زهير سدايو رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب شرق آسيا: كل هذا النجاح لم يكن ليتحقق في موسم حج هذا العام لولا توفيق الله تعالى ثم جهود رجال الوطن المخلصين الذين سد كل منهم ثغرة حيث انصهرت جهودهم وتشكلت في قالب واحد (شرف الخدمة وواجب العمل) وهذا سر التألق وتحقيق الجودة في العمل المؤسسي الفريد المرتكز على الإرادة والإدارة في تحقيق كافة التطلعات، مضيفا أن لجنتي الحج العليا والمركزية كانتا حجرا زاوية لكافة القطاعات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال التخطيط والتنفيذ والمتابعة ساهم في تنفيذ الرؤية والمنهجية كل من تشرف بخدمة ضيوف الرحمن من مختلف القطاعات المعنية بالحج وهم بلا شك أن مواصلة النجاح في الحج تتطلب مزيدا من اللقاءات ومراجعة كل الخطط والوقوف على الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات لتلافيها نحو تحقيق الغاية التي تسعى حكومتنا لتحقيق وهي خدمة ضيوف الرحمن، فالمرحلة القادمة وخصوصا وضع وزارة الحج استراتيجية شاملة تخدم أهداف وزارة الحج على مدى الخمسة وعشرين عاما المقبلة وتأخذ في الحسبان الزيادة المضطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين وتنقلاتهم منذ وصولهم إلى المملكة وأثناء إقامتهم وحتى مغادرتهم في إطار مفهوم الإدارة المتكاملة لأعمال الحج حيث يتطلب هذا التوجه الاهتمام بالتأهيل والتدريب لنصل إلى مرحلة أن الشاب السعودي هو من يخدم الحاج منذ وصوله وحتى مغادرته إلى بلاده. تعزيز التوعية ويرى المطوف طارق عنقاوي رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا أن الحج منظومة متكاملة استطاعت الجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة تقديم خدمات متميزة كانت محل ثناء وتقدير الجميع وفي اعتقادي أن التركيز على عنصر التوعية في السنوات الماضية والاهتمام بالمشاريع التطويرية من الأمور التي عززت النجاح في الحج وساهمت بما ينعكس على نجاح الموسم وسلامة الحجاج، كاشفا أن خدمات الحج والحجاج شهدت تطورا كبيرا بفضل من الله ثم بفضل توجيهاته السديدة ومتابعته الدقيقة لكل الخطط وبرامج الحج من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وحرصهم المستمر على العمل على تطوير الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، فهم يؤكدون دائما أن هذه البلاد شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين، ولابد أن تضطلع بهذا الشرف على أفضل المستويات موضحا أن المرحلة المقبلة تتطلب المراجعة الشاملة لأعمال الحج بشكل دائم ومستمر والاستفادة من الخبرات التراكمية المكتسبة والعمل على مواصلة النجاح الذي تحقق هذا العام في الحد من أعداد الحجاج غير النظاميين والنزول بها إلى مستويات قليلة جدا والعمل على القضاء على الافتراش في الطرق والساحات المؤدية للمشاعر المقدسة والمسجد الحرام والتي تتسبب في تعطيل تقديم الخدمات المعدة للحجاج النظاميين بالمستوى والكفاءة المطلوبة. الطموح لا حدود له المطوف فيصل نوح رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية قال إن الطموحات نحو الارتقاء بالحج ليس لها حدود، فالجميع بمختلف الأصعدة الحكومية والخدمية ومؤسسات الطوافة تتطلع للمزيد من الخدمات التي تتناسب مع مكانة ضيوف الرحمن ولا شك أن صناعة الحج شهدت تطورا كبيرا في ظل الدعم السخي واللامحدود الذي تنفقه القيادة على المشاريع والبنى التحتية في المنافذ والشاعر المقدسة ولعل آخرها موافقة المقام السامي الكريم على مقترح وزارة الحج بإنشاء مدينة متكاملة لاستقبال وتوديع الحجاج في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتضم المدينة مكاتب لجميع الأجهزة الحكومية وأجهزة القطاع الخاص التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن وتشمل مكاتب للمؤسسة الأهلية للأدلاء ومكاتب الخدمة الميدانية، بالإضافة إلى شركات الطيران وشركات ومؤسسات حجاج الداخل وشركات ومؤسسات العمرة ومحطة لوزن الأمتعة ومباني سكنية للحجاج والمعتمرين والزوار ومستشفى ومعرض ومتحف للحج والعمرة، فكلها تصب في مصلحة الارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن والوصول بدرجة الامتياز في خدمات الحج، موضحا أنه لاستمرار تحقيق النجاح لابد من الاستمرار في توعية الحجاج قبل قدومهم إلى الأراضي المقدسة والاهتمام ببرنامج التفويج على جسر الجمرات والانتهاء المبكر لعقود النقل الجوي والإسكان والعمل على الحد من تسرب الحجاج المخالفين للنظام في المشاعر وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الحجاج والتنسيق المباشر بين الوزارات والمؤسسات لتلافي الملاحظات التي سجلت في العام الماضي وذلك من أجل تقديم خدمة أفضل لضيوف بيت الله الحرام. المراجعة الدائمة المطوف تركي حسنين رئيس مكتب خدمة ميدانية في مؤسسة حجاج الدول العربية قال: النجاح الذي تحقق في موسم حج هذا العام كان بفضل الله ثم بفضل الاستعداد المكبر ولمواصلة النجاح لابد من مراجعة التقارير والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن للاطلاع على ما تحقق من إيجابيات لتعزيزها وتطويرها، وما تم رصده من ملاحظات وسلبيات للعمل على معالجتها منذ وقت مبكر بما يضمن عدم تكرارها، مشيرا إلى أهمية تواصل جميع الجهات لمتابعة تنفيذ كافة المشاريع والإجراءات المعنية بحجاج بيت الله الحرام وبحث كافة المستجدات التي ترفع مستوى الأداء وتحقيق التنسيق الكامل في العمل بين الجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة التي تخدم الحاج بشكل مباشر، وصولا إلى تذليل أي عقبات قد تعترض الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وفي الواقع لقد استبشر المطوفون خيرا بدور وزارة الحج في خلق البيئة المناسبة للتنافس الشريف وتذليل المعوقات؛ لتمكين مقدمي الخدمة من القيام بدورهم بكل كفاءة واقتدار، وخلق البيئة المناسبة يتحقق من خلال تطوير الأنظمة واللوائح والاستخدام الواسع للتقنية وتقوية المؤسسات ماليا وإداريا، والالتزام بتقييم ممارسة المهنة. الظواهر السلبية المطوف غالب مصطفى عالم قال: الحج الذي نريد ويأمله كل قادم للأراضي المقدسة يتحقق بتضافر الجهود والتنسيق الدائم والاستماع لكل الآراء الإيجابية لمكافحة عدد من الظواهر السلبية التي لاتزال تشوه صورة الحج رغم ما تبذله الدولة من ملايين مثل ظاهرة التسول والباعة الجائلين والبسطات العشوائية وبيع المأكولات غير الخاضعة لأي إشراف بيئي أو وقائي والانتشار الكثيف للدراجات النارية بشكل غير منظم في مداخل ومخارج منطقة المشاعر المقدسة خصوصا في مشعر منى، وتستخدم في نقل الحجاج غير النظاميين والعمل على التوسع في مشاريع دورات المياه بشكل يتناسب مع أعداد الحجاج وتطوير طرق المشاة والمركبات التي تربط المشاعر المقدسة، تطوير الإطعام الخيري في المشاعر للحد من التشجيع على الافتراش وسوء النظافة وهدر النعمة. فالارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن هو مسؤولية الجميع ولا تقتصر على الدولة فقط. فالجميع يجب أن يشارك لدعم الجهود الحكومية للارتقاء بمستوى خدمات الحج وتطويرها من عام إلى آخر لتكون رحلة الحج أكثر أمانا ويسرا. إحداث نقلة نوعية المطوف رضا محمد جميل خشيفاتي قال: لمواصلة النجاح والتميز في الحج لابد من بحث الخطط التشغيلية التي نفذت والتعرف على الإيجابيات، والعمل على تعزيزها، والتعرف على السلبيات وإيجاد الآليات المناسبة لتذليلها والتركيز على ورش العمل، والبرامج التوعوية، والتدريبية للعاملين في خدمة الحجاج لتأهيلهم من وقت مبكر وذلك من أجل إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات والتسهيلات التي تقدم للحجاج في ظل دعم ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحرصه - رعاه الله - والذي يحرص دائما على تمكين حجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان وفي أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان منذ وصولهم إلى الأماكن المقدسة وحتى انتهائهم من أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى.