يتسابق المسؤولون في الحج لرسم صورة مشرفة لمملكة الإنسانية من خلال تجردهم من بروتوكولات الرسمية والعمل في الميدان في خدمة ضيوف الرحمن طلبا للأجر والمثوبة، وحرصا على أداء الواجب المسند لهم من حكومة خادم الحرمين الشريفين. وفي المشاعر المقدسة وخلال أيام الحج عجت تلك الأماكن بالعديد من الصور الإنسانية الفريدة التي كان أبطالها مسؤولون من حجم رفيع لم يتعالوا عن خدمة أعز الضيوف، بل وقف كل منهم في ميدان الشرف لخدمة ضيوف الرحمن ورسموا صورا رائعة من التواضع والعطاء. فبين الحشود البشرية في مشعر عرفات ومنى تجرد وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري من كل بروتوكولات الرسمية وامتطى دراجة نارية ليطوف بها بين الحجاج راصدا كل الملاحظات وموجها للعاملين في الميدان ليكون خير معين لضيوف الرحمن. الخضيري الذي يرأس لجنة الحج الميدانية التحضيرية والتنفيذية لم يقتصر دوره على العمل المكتبي والتخطيط بل أشرف ميدانيا وتواجد في كل الأرجاء لمتابعة تنفيذ الخطط التشغيلية. أما مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد السلمي رصدته عدسة «عكاظ» وهو في عرفات يدفع عربة حاجة تائهة ليوصلها صوب مخيمها، كان باسما وسعيدا وهو يقدم خدمة لأعز ضيف في الأرض فقال لنا: «في الحج نحن جميعا مجندون لخدمة حجاج بيت الله الحرام، فضيوف الرحمن أمانة في أعناق الجميع وخدمتهم شرف يتسربله كل المسؤولين والموظفين، مرت أيام ونحن في هذه الخدمة المباركة». وفي مطار قاعدة الملك فهد الجوية في المغمس كان الكابتن طيار الأمير عبدالرحمن مشاري آل سعود واحدا من صقور السماء الذين راقبوا من الفضاء تحركات الحجاج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة من خلال عمله كطيار في القوات الجوية، يقول: «في خدمة ضيوف الرحمن فخر وشرف لا يضاهي شرفا، لهذا كم أشعر بالسعادة والسرور وأنا في هذه المهمة النبيلة الإنسانية التي من خلالها أقدم رسالة هذه البلاد المباركة التي سخرت كافة طاقاتها في خدمة ضيوف الرحمن، فالحج فرصة سانحة لنا في المشاركة في هذه التظاهرة الإيمانية الفريدة».