يجري معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى خلال موسم حج هذا العام 1434ه دراسة بعنوان (نظم المعلومات الجغرافية التطوعية للحج والعمرة) لتقديم تصور لتصميم نظم معلومات جغرافية مرنة تطوعية مجتمعية تشاركية للحج والعمرة تتاح لجميع الحجاج والمعتمرين والعاملين في الحج والعمرة وغيرهم للوصول إليها من خلال أجهزة الكمبيوتر المختلفة المحمولة والهواتف الذكية ومن ثم الإدلاء بآرائهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وانطباعاتهم عن كل ما يتعلق بشؤون وشجون الحج والعمرة المكانية المختلفة، وإتاحتها لصانع القرار للاطلاع عليها بحرية مطلقة. وبين الباحث الرئيس للدراسة الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني أن هذه الدراسة التي تنفذ بالتعاون مع مركز الإبداع التقني لنظم المعلومات الجغرافية بجامعة أم القرى المدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية KACST GISTIC تقدم شرحا لمفهوم نظم المعلومات الجغرافية التطوعية Volunteered Geographic Information Systems «VGIS» على مشاركة الجمهور في القدرة على الدخول إلى نظم معلومات جغرافية قائمة من أي مكان، ومن ثم المساهمة في بناء قواعد بيانات والتفاعل مع مستخدمين آخرين بالإضافة إلى الاستفادة من المتاح منها في اتخاذ قرارات آنية تخصهم والتعريف بتاريخه وبعض أوجه تطبيقاته الرائدة المشهورة حول العالم وعناصره ومكوناته بالإضافة إلى تقويم إيجابيات وسلبيات نظم المعلومات الجغرافية التطوعية بشكل عام مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية الاستفادة منها خلال مواسم الحج والعمرة. كما يجري المعهد ممثلا في الباحث الدكتور محمد بن أحمد الرفاعي، دراسة علمية حول الرخص الشرعية في مشعر منى ومدى شموليتها للعاملين في خدمة الحجيج وذلك للوقوف على بعض الرخص التي من شأنها التخفيف على الأمة في أداء مناسكها في شعيرة الحج وما يمكن فعله في منى وما هو ليس كذلك كي لا تقع الأمة في حرج من أمرها ويفوت عليها بعض المناسك في حالات الشدة والزحام الأمر الذي يحول دون الإتمام على الوجه الصحيح بل قد يؤدي إلى التهلكة وقد حصل، وهذا ما لا يرضاه الدين الحنيف ولا القائمون على أمور الحج. وأوضح الدكتور الرفاعي أن الدراسة تتضمن تصنيف أصحاب الأعذار وما هم بحكمهم ويشملهم الأخذ بالرخص الشرعية، وبيان حكم المبيت في منى حسب المذاهب الأربعة وكذلك تقديم الحلول الشرعية للمفتين والمعنيين بالحج للاستفادة من هذه الرخص في تسهيل أعمال الحجاج المتعلقة بمشعر منى، وتوظيف الرخص التي تطرق إليها العلماء قديما وحديثا وتفعيلها تمشيا مع القواعد الفقهية، علاوة على تفعيل القاعدة الفقهية «المشقة تجلب التيسير» وفروعها، وتوظيف الخلاف بين الفقهاء فيما يتعلق بأفعال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وكثير من الأمور التي تؤيد الأخذ بالأيسر والأمثلة كثيرة على ذلك، مؤكدا أن البحث يركز على مشعر منى وتوظيف كل المعطيات لأجله.