ساهمت العيون الساهرة في رصد الحشود من حجاج بيت الله الحرام، لتتحول ساحة الجمرات إلى خلية نحل على مدار الساعة، ليقدم خلالها رجال الأمن العديد من الأدوار الإنسانية الواضحة للحجاج والذي يبادلونهم التقدير والاحترام ويرفعون الأكف بالدعوات كونهم يقفون على خدمتهم وراحتهم. وتشبه معادلة المشاعر المقدسة وتنظيمها من قبل رجال الأمن معادلة رياضية صعبة إلا أن رجال الأمن الأشاوس يضعون نصب أعينهم الأجر من الله علاوة على الشرف الكبير وتعزيز مقولة خدمة الحاج شرف لنا، ويظهر ذلك جليا في المشاعر المقدسة وفي أيام الحج ابتداء من ليلة الثامن وحتى عودة آخر حاج إلى دياره، حيث يشاهد العديد من رجال الأمن يقومون بمساعدة شيخ طاعن في السن أو عجوز أو حمل أطفال على أكتافهم وإرشادهم إلى ذويهم فوق مهامهم الكبرى في تنظيم الحشود. وتعد التجارب من أرض الواقع خصوصاً في منطقة الجمرات والتي يشاهد فيها دقة التنظيم من خلال القوات الأمنية المشاركة في الحج والتي تعمل على ترتيب قدوم الحجاج إلى رمي الجمرات والعمل بتكوين حاجز للحيلولة دون التدافع للقادمين للرمي والمنتهين من الرمي.