أكد عدد من رؤساء بعثات الحج والقناصل، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لخص في كلمته أمس الحقوق والواجبات للدول الإسلامية وغيرها من أقطار العالم، حيث لا غلو ولا تفريط، والاعتزاز بالعقيدة السمحاء، والاحترام المتبادل، كونها قيما إسلامية لا يمكن التجاوز عنها. وأوضحوا أن الملك عبدالله -حفظه الله، كان شفافا وواضحا وقويا في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمس في حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة قادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات الحج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام بقصره في مشعر منى، بالتأكيد على رفض المملكة التدخل في سياستها الداخلية والخارجية وحرصها على احترام سيادة الدول الأخرى واعتزازها بالعقيدة والقيم الإسلامية التي تسير عليها المملكة، وتقبل الآخر ونبذ الفتن والحروب وتعزيز وحدة الصف. وأوضح وزير الشؤون الدينية بالجمهورية الإسلامية الباكستانية الشقيقة سردار محمد يوسف كجر أن كلمة الملك عبدالله حفظت حقوق وسيادة الدول، وأكدت أحقيتها في التعامل مع مواطنيها وقف القوانين الدولية والإنسانية والشرعية، ولا يحق للغير مهما كانت قوته أو سلطته التدخل في سياسة ونظام الدول الأخرى الداخلية والخارجية؛ دام أنها تطبق الشرعية والإنسانية ولم تحيد عنها ولم تظلم ولم تبطش بشعوبها، مضيفا أن جميع المسلمين يعتزون بمواقف الملك عبدالله وقراراته الحكيمة التي جاءت من اعتزاز وقيم وأخلاقيات الإسلام. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف ورئيس وفد شؤون الحجاج بدولة الجزائر بوعبدالله غلام الله، إن المملكة ضربت أروع وأجل الأمثال في الإنسانية وتقبل الآخر باختلاف دينه أو عقيدته فالإنسانية رمزها التخاطب وتشهد لهم مساعيهم في توحيد كلمة العالم والتقريب بين وجهات النظر بينهم من خلال تأسيس مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية يأتي امتدادا لمبادرات كبيرة طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال السنوات الماضية، أولها داخلية تمثلت في مبادرة الحوار الوطني بين أبناء وبنات المملكة، وتجسدت على أرض الواقع في تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وثانيهما عالمية تمثلت في مبادرة حوار أتباع الأديان والثقافات وتجسدت في تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات في فيينا، والآن تأتي هذه المبادرة على نطاق العالم الإسلامي لتأسيس مركز في مدينة الرياض عن حوار المذاهب الإسلامية، ولا شك أن مثل هذا المركز الذي سيُعنى بحوار المذاهب مطلوب في وقتنا الحاضر، والعالم يحاول أن يعزز القواسم المشتركة بين الأديان والثقافات بدلاً من تكريس نقاط الاختلاف والتباين. وأفاد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج بدولة الكويت خليف مثيب الأذينه أن كلمة الملك عبدالله حول التعامل مع الآخرين باللين والإنسانية التي حث عليها الدين الإسلامي تعزيز لثقة الجميع في رشد وحكمة القيادة والحكومة السعودية، التي تشاطر شعوب العالم العربي والإسلامي همومه وقضاياه وتعاضدهم في الأزمات والمحن، مبينا أن العلاقة التي تتبناها المملكة مع العالم العربي والإسلامي والأقطار بأسرها ترسخ مبدأ احترام الآخر، مستدلا على عمق العلاقة مع الكويت. وأشاد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية ورئيس الجهاز التنفيذي بمكتب شؤون الحج بجمهورية مصر العربية اللواء مصطفى بدير محمد بكلمة خادم الحرمين الشريفين في التآخي ووحدة الصف وتعزيز الوطنية مستشهداَ بموقفه -حفظه الله- تجاه الأزمة المصرية، وقال: «ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر يثبت مدى الحكمة في السياسة السعودية ومدى استشعارها لما تعانيه شقيقتها مصر في أزمتها المستمرة، مشيراً إلى أن المملكة «بلد عربي إسلامي رئيسي وموقفه الواضح الذي صرح به الملك عبدالله بترجيح العقل والحكمة ودعوته المصريين الذين يبدون كالفرقاء الآن إلى أن يصلوا إلى حلول، نثمنه ونقيمه تقييما إيجابيا»، مشددا على أن المشهد المصري يؤثر في المنطقة العربية والإسلامية، موضحاً أن الملك عبدالله صاحب المواقف الجليلة والرحيمة والذي يحمل هموم الأمة فيكفي أن ننظر إلى مبادراته في السنوات الماضية والتي تبين أن العالم العربي هو الشغل الشاغل الذي لا يغيب عن تفكير الملك عبدالله». وأضاف أن هذا الموقف التاريخي ليس بمستغرب فالمراقبون السياسيون كانوا يتوقعونه نظرا لمكانة وثقل المملكة في الشأن السياسي ولمبادراتها الحكيمة، مفيداً أن ما تضمنه تصريح خادم الحرمين الشريفين لم يخرج عن ثوابت السياسة السعودية التي دأبت على تبني عدم تدخل دول أخرى في الشأن العربي أو حتى تدخل دول إقليمية في الأزمة المصرية وما نرجوه أن تكون كلمة الملك عبدالله رسالة للمصريين بأن الموقف السعودي يمثل الموقف الخليجي في أغلبه وهو يرفض ما يجري في مصر الشقيقة. وذكر نائب رئيس مكتب شؤون الحجاج بوزارة الشؤون الدينية بمملكة المغرب الدكتور أحمد القسطاس أن كلمة الملك في هذا المشهد العظيم جاءت تأكيداً لمبدأ التسامح الذي حث عليه الدين الإسلامي، ونبذ الفرقة والعداء والضغائن التي تثير الفتن والأحقاد بين الناس، وعدم التشدد والغلو وتقبل محاورة الآخرين والاستماع إلى آرائهم والأخذ بها مهما كانت عقيدتهم ومذاهبهم والعمل بها بما يوافق الشرع ولا يخالفه فالدين الإسلامي دين محبة وسلام ويسر بنبذ التعصب والعنصرية والكره والحروب والفتن. وأوضح نائب رئيس وفد شؤون حجاج دولة شمال السودان والمدير العام للإدارة العامة للحج والعمرة المطيع محمد أحمد أن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت تأكيدا لموقف المملكة المشرف والمؤيد لوحدة الصف العربية الإسلامية، التي عرف عن المملكة تفانيها في حل قضايا الأمتين وانتشار لها من جميع الأزمات والوقوف بجوارهم في المحن والكوارث، ومآثر وشواهد المملكة في هذا الشأن عظيمة لا يمكن حصرها أبدا فمازالت المملكة تقدم وستقدم المزيد لخدمة الدين والمسلمين.