انطلقت مساء أمس أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة (منى، مزدلفة، عرفات)، عبر الحركة «A» في الجدول الزمني للتشغيل، وذلك باستخدام القطار كمترو عادي للتحميل وتنزيل الحجاج في جميع المحطات بدءا من محطة عرفات «1» مرورا بمحطة عرفات «2» ثم عرفات «3» ومنها إلى محطات القطار الثلاثة تباعاً بمشعر مزدلفة وصولاً إلى محطات منى 1 ومنى 2 ومنى 3 ذهابا وإيابا. وأوضح المهندس فهد بن محمد أبو طربوش مدير عام قطار المشاعر المقدسة، أن هذه الحركة مخصصة لخدمة العاملين من منسوبي الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات القطاع الخاص العاملة في حج هذا العام لأداء أعمالهم بالمشاعر المقدسة ومنشأة الجمرات باستخدام التذاكر الخاصة بالمشغلين والتي تبلغ قيمتها 50 ريالاً لكل تذكرة وغير مصرح لحاملي هذه التذكرة باستخدامها في ركوب القطار للحج، وتستمر هذه الحركة «A» حتى الساعة السابعة ونصف من مساء يوم الثامن من ذي الحجة. وأضاف مدير عام قطار المشاعر المقدسة، تبدأ الحركة «B» في جدول تشغيل القطار في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم وتستمر حتى الثالثة والنصف من عصر يوم التاسع من ذي الحجة (غدا) لتصعيد الحجاج إلى عرفة من جميع محطات القطار بمشعر منى ومحطة القطار رقم «3» بمشعر مزدلفة ومن ثم تبدأ الحركة «2» من غروب شمس يوم عرفة وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف لنقل الحجاج أثناء إفاضتهم من عرفة باتجاه مزدلفة، تليها الحركة «D» لنقل الحجاج مستخدمي القطار من مزدلفة إلى منى وتبدأ في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل وتستمر حتى العاشرة والنصف من صباح يوم عيد الأضحى المبارك. وتتواصل رحلات القطار من خلال الحركة «E» والتي تبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الخامسة عصراً من يوم الثالث عشر من ذي الحجة ثالث أيام التشريق. وأوضح المهندس فهد أبو طربوش يستفيد من هذه الرحلات الحجاج حاملو التذاكر فئة 250 ريالا والتي تستخدم لكامل أيام الحج، مشيراً إلى أن الحجاج غير المستفيدين من الخدمة في الرحلة الكاملة يمكنهم استخدام تذاكر خاصة بأيام التشريق يبدأ بيعها يوم عيد الأضحى المبارك بسعر 50 ريالاً وتستخدم بين محطات مزدلفة «3» وعرفة «3» ومنى «1» ومنى «2» والجمرات والعكس. هذا وقد انتهت وزارة الشؤون البلدية والقروية من تنفيذ مشروع حماية مسار قطار المشاعر ومناطق نزول الحجاج في محطات منى ومزدلفة وعرفات، بما يحول دون تواجد الحجاج المخالفين أسفل هذه المحطات ويحد من المخاطر الناجمة عن الافتراش في المناطق المحيطة بها، لتوفير سبل السلامة مع إضافة مساحات إضافية لمخيمات الحجاج، بحيث ينقل حوالي نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط، بطاقة استيعابية توصف بأنها الأعلى في العالم في حال اكتماله، وطبقا للمواصفات والمقاييس في عدد الركاب. ويحتوي كل قطار على كابينتين للقيادة آلية التحكم وثنائية الاتجاه، وينقل ضيوف الرحمن عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة، وهو يسير على سكة طولها 18 كيلو مترا، تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تخلو الشوارع من دخول 35 ألف مركبة وحافلة إلى المشاعر ويخف الضغط على حركة المرور، مما سينعكس على حركة السير في طرقات وسيخفف من الازدحام والاختناقات المرورية، والاستفادة من المنطقة الخالية لسيارات الطوارئ والخدمات، ويقف القطار بالمشاعر في تسع محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر. ويعد مشروع قطار المشاعر من أضخم مشاريع النقل في المملكة، وجاء تصميمه بطريقة مرنة تكفل معالجة الازدحام، حيث يتكون جسم القطار من 20 قاطرة، كل منها تسحب 12 عربة بطول 300 متر، وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قل مثيلها في العالم، كما تم تصميم محطات القطار لتكون مرتفعة أيضا عن الأرض وتخدم بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات. ويسهم قطار المشاعر الاستغناء عن دخول 30 ألف سيارة إلى شبكة الطرق الداخلية وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما يخفف الضغط على شبكة الطرق ويسهم في حل مشكلة ازدحام السيارات في المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي الشريف. ويدخل قطار المشاعر منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتقدم ضمن خطة تفويج دقيق ومنظم بطاقة استيعابية كبيرة ما بين عرفات ومزدلفة ومنى، معززا آليات الحركة والتفويج والحركة بين المشاعر.