دعا استشاريان متخصصان في القلب وأمراض الجهاز الهضمي بضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل التوجه إلى المشاعر لأداء فريضة الحج. وأشارا إلى أن هناك اشتراطات صحية لابد أن يتبعها جميع المرضى حتى يتمكنوا من أداء النسك بكل يسر وسهولة بعيدا عن أي متاعب تمهد لحدوث مضاعفات (لا سمح الله). رأى استشاري أول قلب الدكتور مهيب العبدالله أن مرضى القلب يستطيعون تأدية فريضة الحج بشرط أن تكون حالتهم الصحية مستقرة، وبعد استشارة أطبائهم قبل تأدية فريضة الحج، بفترة زمنية كافية، كما نصح مرضى القلب الراغبين بأداء مناسك الحج بضرورة أخذهم التطعيمات اللازمة مثل تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الأنفلونزا لأن مرضى القلب وخاصة من لديهم ضعف في عضلة القلب تكون إصابتهم بالانفلونزا أشد خطورة من غيرهم لأنه قد يصاحب ذلك هبوط في القلب. ونصح الدكتور العبدالله مريض القلب الذي ينوي الحج ضرورة أخذ كميات كافية من الأدوية والتي تكفي حتى بعد الانتهاء من أداء الفريضة، والحرص على تناول الأدوية بانتظام وعدم التوقف عن أخذها مهما كانت الأسباب إلا تحت إشراف الطبيب، وأنه لا بد لمرضى تصلب الشرايين التاجية أن يحملوا معهم أقراص النيتروجلسرين وهي حبة توضع تحت اللسان لاستخدامها وقت حدوث ألم في الصدر لا سمح الله. وأشار إلى أن مرضى القلب الذين ينصحون بعدم الحج في الوقت الراهن هم المرضى الذين أصيبوا بجلطات قلبية حديثا، أو المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض قلبية جديدة مثل آلام الصدر وضيق التنفس، أو المرضى الذين أجريت لهم عمليات قلبية مفتوحة حديثا، وأخيرا المرضى الذين هم على قائمة إجراء عمليات قلبية مفتوحة. ودعا من لديهم مشكلات في القلب بتجنب الإجهاد الذهني والبدني والانفعالات النفسية ما استطاعوا، والاهتمام بنوعية الغذاء والحرص على التقليل من تناول الملح في الطعام مع الابتعاد قدر الإمكان عن أكل الدهون. وأفاد أن أمراض القلب وخاصة تصلب الشرايين التاجية في ازدياد في منطقة دول الخليج العربية بشكل عام، وذلك نتيجة لتحسن الوضع الاقتصادي في هذه الدول مع انخفاض الوعي الصحي في المنطقة، حيث إن هناك زيادة في معدل السمنة وارتفاع في نسبة الإصابة بداء السكري ومرض ضغط الدم بالإضافة إلى انتشار عادة التدخين ونقص في ممارسة الرياضة. وحذر الدكتور مهيب مرضى القلب من إهمال الأوجاع التي قد يشعرون بها ونصحهم بضرورة مراجعة أقرب مستشفى أو مركز صحي في حالة تكرار حدوث ألم شديد وعدم اختفائه بالرغم من أخذ الدواء. وشدد على ضرورة المحافظة على الوزن في الحدود الطبيعية والامتناع عن التدخين، لاسيما أن التدخين هو أحد عوامل الخطورة لكثير من الأمراض إذ يوثر على شريان القلب والمخ ومسبب رئيسي لسرطان الرئة. وفي سياق متصل، اعتبر استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور ناصر بن فالح الدوسري أن أبرز المشكلات التي قد تواجه المرضى الذين لديهم أمراض حادة أو مزمنة شديدة في الكبد والجهاز الهضمي لاسيما في حال تأديتهم لفريضة الحج هي الإجهاد، وانتكاسة المرض ويعتمد ذلك على حسب شدة المرض ومدى تعرضهم لأسباب هذه الانتكاسة لا سمح الله، وأكد على ضرورة أن يقوم كل مريض بزيارة واستشارة طبيبه المختص قبل الذهاب للحج بوقت كاف وأخذ نصيحته وكذلك أخذ الأدوية والتطعيمات الضرورية بوقت كاف قبل الحج بمدة لا تقل عن أسبوعين. ونصح استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد على حجاج بيت الله الحرام ممن يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي والكبد على ضرورة فهم المرضى لحالتهم الصحية قبل الذهاب للحج ومدى تحملهم لأعمال الحج بزيارة الطبيب المختص بوقت كاف واتباع النصائح العامة، وأخذ قسط من الراحة بين أعمال الحج، وعدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة، والإكثار من السوائل بما في ذلك العصائر الطازجة المحضرة جيدا أو المعبأة ذات تاريخ صلاحية حديث، والإكثار من أكل الفواكه بعد غسلها جيدا، وطهي الطعام جيدا والحرص على تجنب الزحام قدر المستطاع، والاهتمام بالنظافة العامة والنظافة الشخصية والحرص على استخدام الأدوات الخاصة به وعدم استخدامها للغير وغسل اليدين جيدا قبل وبعد الأكل وبعد قضاء الحاجة، والالتزام بأخذ الدواء الموصوف في وقته وحفظه من التعرض للحرارة والتأكد من أخذ كمية كافية وتاريخ صلاحية ساري المفعول. وطالب الدكتور الدوسري ضيوف الرحمن بارتداء الكمامة الطبية أثناء أداء المناسك وتجنب الزحام ووضع المنديل على الفم والأنف أثناء العطس أو السعال وعدم البصق في الطرقات العامة واستخدام المناديل، وأخذ لقاح الانفلونزا الموسمية قبل الذهاب للحج، علما بأنه لا يقي من فيروس كورونا والذي لا يوجد له تطعيم خاص حاليا.