حرم مفتي مصر الدكتور شوقي علام رفع اللافتات الحزبية والمظاهرات وتوزيع الشعارات السياسية في مناسك الحج، معتبرا أنها «بدعة من بدع الضلالة»، لأنها مدعاة للفرقة والتنازع والجدال، موضحا أن كل ذلك منافٍ لمقصود الوحدة وإخلاص العبادة لله، وفيه استحداث أحوال في العبادة لم يأذن بها الله تعالى. وأكد مفتي مصر أن رفع الشعارات في الحج، أيا كانت، فيه استخفاف بالشعائر الدينية، واستغلال الحج لقضاء مصالح دنيوية، وتلبيس على الناس، وإلهاء للحجاج عن ذكر الله، وإثارة الضغائن والأحقاد والنزاعات التي تشغل الحاج عن روح العبادة، وإحداث فتنة بما تجر إليه أمثال هذه الشعارات والتظاهرات من فوضى وتراشق وتنازع. واستشهد مفتي مصر بقول الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وقال مفتي مصر في فتواه: «إن السماح بمثل هذه الشعارات والتظاهرات فيه فتح لأبواب الشر والفتنة وذريعة لاحتشاد أهل الفرق والأهواء وأصحاب البدع في مناسك الحج بدعوى نصرة الحق ومحاربة الباطل». واعتبرت الفتوى أن «توزيع الشعارات السياسية ورفعها في الحج هو مدعاة للجدال المحرم شرعا في الحج؛ فقد يعارضها أكثر المسلمين، وإذا وزعت أمثال هذه الشعارات حصل القيل والقال وكثر الحديث والجدال، وقست القلوب، وانتهض الناس لانتقادها والرد عليها، وسعوا في رفع الشعارات المضادة لها؛ فتصير المناسك محلا للجدال والخلاف والتنازع والترامي بالتهم والخصومات والأحقاد التي لا يرضاها الله تعالى». وأوضحت الفتوى أن «الدعوة لتوزيع هذه الشعارات السياسية والوقوف بها في مناسك الحج ومشاعره يناقض إخلاص العبادة لله تعالى؛ فإن الإسلام قد حرص كل الحرص على أن تكون هذه الشعيرة خالصة لله تعالى لا تشوب نيتها شائبة؛ فقد أمر الله تعالى بإتمام العمرة والحج له وحده؛ فقال سبحانه: (وأتموا الحج والعمرة لله)؛ فجعل الحج له وحده».