قالت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود رئيسة جمعية فتاة ثقيف النسائية، إن سر تفوق الغرب في مبادرات العمل الخيري، في أنهم يتبعون سياسة طويلة المدى في هذا المجال؛ وذلك بهدف تحقيق التنمية وليست فقط للتبرع. جاء ذلك خلال ملتقى رجال وسيدات الأعمال في الطائف أمس والذي وضعت سموها حجر الأساس لوقف جمعية فتاة ثقيف بالطائف، مشيرة إلى أن البعض يرى أن لغة الأرقام هي دوما صاحبة السبق في حديث أرباب الأعمال، إلا أن قناعتها بأن أبناء هذه الأرض الطيبة يحملون في قلوبهم قيم وجوهر الإنسان، ويدركون معنى زكاة الصحة والوقت كما يدركون جدوى زكاة المال، موضحة أن الكثير من أهل الخير يعطون ويقدمون بسخاء لا يوصف ولكن يجب ألا يكون بمجرد عطاء لحل مؤقت بل يجب أن يكون هدفا يرمي إلى حل جذري للحاجات الملحة على المدى الطويل، وذلك كمساعدات الأسر في التعليم وتطوير الذات حتى تصبح مستقلة تعتمد على ذاتها وتكون نفسها. واستطردت سموها تقول: «الكثيرون يسمعون عن مشروع وعد للتبرع الذي تبناه عدد من رجال الأعمال الأكثر ثراء في العالم في مقدمتهم (بل جيتس) الذي استهدف إنشاء عدد من المشروعات التنموية في عدد من دول العالم، وما لفت الإعجاب هو ما قاله بلومبرج عمدة نيويورك مبررا انضمامه للمبادرة أنه إذا أردت أن تفعل شيئا لأبنائك وأن تعبر لهم عن حبك فإن الأفضل على الإطلاق أن تساند هذه المنظمة التي تسعى لعالم أفضل لهم ولأبنائك». وأشارت الأميرة الجوهرة إلى أن الإسلام يحث على العمل الخيري، وأن النصوص القرآنية والشرعية كثيرة في هذا الخصوص، مشيرة إلى مسؤوليات رجال وسيدات أعمال الطائف، تجاه مستقبل أبنائهم للإسهام في خلق واقع جديد لأبناء الأسر المحتاجة في الطائف، وأضافت «الأمر تجاوز الأفكار العتيقة للعمل الخيري إلى تبادل المنفعة وتحقيق مكاسب غير ربحية لمجتمع الأعمال لا تقل في أهميتها عن المكاسب الربحية. وأوضحت أن جمعية فتاة ثقيف من خلال استراتيجيتها الرامية لتنمية الأسر في الطائف تسعى ليكون الجميع شركاء في هذا العمل الوطني الإنساني الذي في مضمونه يعود بالنفع لإحداث نقلة نوعية في حياة الأفراد كشرائح مجتمعية مستهدفة ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الطائف بوجه عام. ودعت الأميرة التجوهرة إلى إعادة صياغة قيم الوطنية والانتماء وفقا لمعايير الكفاح والبذل المتميز في خدمة الوطن، مشيرة إلى أن الوطن بحاجة إلى شراكة مسؤولة من الجميع لتلمس طريق الاستمرار والازدهار والوصول لآليات تعاون دائم بين مؤسسات رجال وسيدات الأعمال والجمعية. وكشفت الأميرة الجوهرة عن أن الجمعية عملت على رعاية الأسر المحتاجة بتقديم المساعدات المالية والفنية، حيث أسهمت في تطوير حياة ذوي الدخل المحدود إلى جانب رعاية الأيتام والإسهام في صناعة المستقبل الآمن لهم وتوعية المواطنات وتعزيز دورهن في بناء المجتمع من خلال الندوات والمحاضرات وتحسين الرعاية الصحية للفئات المحتاجة. عقب ذلك وضع حجر الأساس الذي حرص عدد من رجال وسيدات الأعمال على المشاركة في مزاد خيري لبناء حجرالوقف وبدأ التبرع من ريال جاء من أحد المتبرعين الحاضرين ووصل أعلى تبرع مليونا من أحد أهل الخير. وقدم المزاد الخيري فواز القرشي فيما قدم أحد الأيتام التي رعتهم الجمعيه تبرعا ب500 ريال عنه وعن أشقائه الأيتام المستهدفين لدعمهم من هذا المشروع مما ألهب الحضور للاستزادة في التبرع لبناء مشروع الوقف الخيري. وتخللت المناسبة قصيدة شعرية ترحيبية قدمها الشاعر الشاب مشعل الشهراني، ثم فلكلور شعبي من تقديم أطفال دار المحبة والمتطوعين خالد وعبدالله بامعوضة.