ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خططا لحضور لقاءات قمة في إندونيسيا وبروناي ورضخ لحقيقة أن الأزمة السياسية الناجمة عن التوقف الجزئي لأنشطة الحكومة الأمريكية تتطلب بقاءه في واشنطن. ويعني القرار الذي اتخذ أمس الأول الخميس أن أوباما لن يسافر السبت لما كان مزمعا بادئ الأمر أن تكون جولة في أربع دول في آسيا لمدة أسبوع. وكان قد ألغى زيارته إلى ماليزيا والفلبين في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب الخلاف بينه وبين الجمهوريين في الكونجرس حول الموازنة. واتخذ قرار إلغاء زيارة أوباما لأندونيسيا وبروناي، حيث كان سيشارك في قمتين هامتين للمصالح الأمريكية في آسيا، في اليوم الثالث لتوقف أنشطة دوائر الحكومة الأمريكية وهو مؤشر لإمكانية استمرار الأزمة لعدة أيام مع تواصل الخلاف بين أوباما والجمهوريين في الكونجرس حول الموازنة. وقال البيت الأبيض «الرئيس اتخذ هذا القرار على أساس صعوبة المضي قدما في رحلة خارجية بسبب الإغلاق وعزمه على أن يستمر في الضغط للدفاع عن موقفه الذي يطالب الجمهوريين بالسماح فورا بالتصويت على إعادة فتح الحكومة». وكان سفر الرئيس الأمريكي في هذا الوقت سيضر بصورته، إذ كيف له أن يغادر الولاياتالمتحدة ويلتقي مع الزعماء الأجانب في الخارج بينما تعاني واشنطن من أزمة ميزانية. وسيرأس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفد بلاده في قمتي إندونيسيا وبروناي بدلا من أوباما. وكان من المقرر أن يشارك الرئيس الأمريكي في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في جزيرة بالي الإندونيسية وفي قمة آسيا الأمنية في بروناي. وذكر البيت الأبيض أن أوباما اتصل هاتفيا بالرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو وسلطان بروناي بقرار إلغاء الزيارة. وإلغاء رحلة آسيا هو نتيجة مباشرة لأزمة الموازنة في واشنطن. ومنع الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي التصويت على تشريع لتمويل الحكومة لأنهم أرادوا إجهاض قانون الرعاية الصحية الذي وقعه أوباما وبدأ سريانه في أول أكتوبر. وانتقد بيان البيت الأبيض الجمهوريين بشدة وحملهم مسؤولية إلغاء الجولة الآسيوية. من جهة ثانية، أعرب الكرملين أمس، عن أسفه لإلغاء اللقاء الذي خطط لعقده بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما على هامش قمة منظمة التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ في جزيرة بالي الإندونيسية، بسبب إلغاء أوباما زيارته لإندونيسيا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله للصحفيين «نأسف بأن اللقاء لن يعقد، علما بأن العلاقات الثنائية بحاجة إلى حوار على أرفع مستوى».