أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم أن المملكة تعطي أفريقيا مكانا متميزا في برامجها للأمن الغذائي المتعلق بالاستثمارات الزراعية السعودية في الخارج، من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، وعن طريق القطاع الخاص السعودي في الدول ذات الإمكانات الزراعية الواعدة، بهدف تحقيق المنافع المتبادلة، بتوفير إمدادات الغذاء المطلوبة للمملكة، وفي نفس الوقت تطوير وتحديث الزراعة في الدول المستثمر فيها، خاصة المجتمعات الريفية في المناطق المستضيفة للاستثمار السعودي. وقال: إن المملكة تحرص على التأكيد أن الاستثمارات السعودية الزراعية في الخارج تعمل في إطار الاستثمار الزراعي الأجنبي المسؤول الذي يحقق المنفعة المتبادلة، والفوز للجميع برعاية مصالح وحقوق الطرف الآخر. وأكد أن الاستثمارات السعودية الزراعية في أفريقيا شهدت تزايدا سريعا وكبيرا في السنوات الأخيرة. وقال: إن جميع التنبؤات تشير إلى أن الطلب على الغذاء في المستقبل سيزداد بمعدل أسرع وأكبر من الإنتاج في المنطقتين العربية والأفريقية، ما سيؤدي إلى اعتماد متزايد على الواردات الغذائية في ظل مخاطر محتملة من تكرار الأزمة الغذائية والحظر والقيود على الصادرات في الأسواق العالمية وتعاظم وتراكم الآثار السلبية من تغير المناخ وتدهور وشح المياه وخطر الأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود وتقلبات الأسعار على إمدادات الغذاء عالميا وإقليميا . ودعا إلى مراجعة حالة الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في المنطقتين العربية والأفريقية، وصولا إلى وضع خيارات ملائمة لتصحيح المسار وتسريع خطى التنفيذ أخذا في الاعتبار الدروس المستفادة من الماضي. من جانب آخر، أفاد بالغنيم: أن قضايا التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي تتصدر سلم الأولويات للتنمية في المنطقتين العربية والأفريقية، وقال على الرغم من الجهود المبذولة للتنمية الزراعية وتأمين الغذاء والتحسن النسبي في الأمن الغذائي في المنطقتين خلال السنوات الماضية، إلا أن مشكلة نقص الغذاء التي انعكست في الزيادات المطردة في معدل الواردات الغذائية، واتساع الفجوة الغذائية بين الإنتاج والاستهلاك بوتيرة متسارعة نسبة إلى الزيادات المتصاعدة في أعداد السكان التي لم تقابلها زيادات في الإنتاج الغذائي، ظلت من المشاكل المزمنة في أفريقيا والعالم العربي . ولقد بلغت الفجوة الغذائية العربية في المتوسط خلال2010م (حسب إحصاءات المنظمة العربية للتنمية الزراعية ) حوالى 34 مليار دولار، وهي في ازدياد هذه السنة، وفي أفريقيا 14 مليار دولار، إضافة إلى هذا أوضحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن حوالى 290مليون نسمة، معظمهم من جنوب الصحراء في أفريقيا ما زالوا يعانون من شح الغذاء نسبة إلى تدني الإنتاج والإنتاجية الزراعية وتفاقم العجز في الميزان التجاري الغذائي، وانخفاض الأداء الاقتصادي، وتقلبات المناخ وتكرار الكوارث الطبيعية. وقال: إن المنطقتين العربية والأفريقية تواجهان مشكلة أمن غذائي آنية ومستقبلية وإن كان بنسبة متفاوتة.