أطلقت جمعية مراكز الأحياء ممثلة في مشروع تعظيم البلد الحرام البارحة الأولى ورشة عمل بمقر مركز حي الحمراء جمعت رؤساء 02 مركز حي منتشرة في كافة أحياء مكةالمكرمة وذلك لمناقشة ثقافة ضيافة الحجاج وما ينبغي أن يقدم لهم ونشر هذه الثقافة في المجتمع المكي، وقد ناقش المجتمعون الاستعانة بأئمة المساجد والخطباء في توعية الناس، كما طرحت بعض التجارب العملية التي قامت بتنفيذها بعض المراكز للاستفادة منها وتمت مناقشة عقد شراكة بين إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة والجمعية لمساهمة الطلاب في مشروع الاستضافة. وتعتبر «ضيافة الحاج» خدمة خص الله بها أبناء المجتمع المكي فهم الذين يخدمون ضيوف الرحمن فيختلطون بهم ويتعايشون معهم طيلة وجودهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة. عراقة الضيافة هذه الضيافة لم تكن وليدة اليوم بل ممتدة منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم وتختلف من وقت لآخر ففي الوقت الذي كانت الأسر المكية تستضيفهم في السكن بمنزل واحد أصبح حاليا يسكنون في أبراج مخصصة لسكنهم ويتنقلون في سيارات خاصة بهم وعلى الرغم من الخدمات العالية التي تقدم للحجاج إلا أن هناك مطالبة بعودة القرب من الحاج أكثر والعودة لجو الألفة والمحبة التي كان يشعر بها الحاج أثناء قدومه لمكةالمكرمة وما يتركه من أثر في نفسه بعد أن يتعايش معهم عن قرب وعما يقدمون له من خدمة الاستضافة. جمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة أحيت هذه الثقافة حيث بدأت منذ عدة أعوام في إعادة هذه الثقافة للمجمتع المكي من خلال 20 مركز حي منتشرة في كافة أحياء مكةالمكرمة حيث قامت هذه الجمعية بعمل برامج لاستضافة الحجاج بحيث تقوم بزيارات لهم في مقر سكنهم وعمل حفلات لهم ومشاركتهم وتقديم واجب الضيافة لهم وزيارة مريضهم والقيام بخدمتهم والاقتراب منهم أكثر، فيما قامت بعض الأسر المكية باستضافة عدد من الحجاج في منازلهم بدون مقابل وتقديم واجب الضيافة لهم خلال فترة وجودهم في مكةالمكرمة. الدكتور طلال أبو النور مدير مشروع تعظيم البلد الحرام ذكر أن خدمة الحجاج وضيافتهم من أجل وأشرف الأعمال التي يثاب عليها المسلم ويجب أن نقدمها لهم فهم ضيوف الرحمن ولابد من خدمتهم والاهتمام بهم وأن نربي أنفسنا على ذلك ونربي أبناءنا لما لذلك من الأجر العظيم عندما يجد الحاج الشخص الذي يجله ويقدره ويقدم له المساعدة فإن ذلك سيكون له أكبر الأثر في نفسه وسيعكس صورة مشرقة عن أبناء هذا البلد الحرام، مشيرا إلى أن مشروع تعظيم البلد الحرام يقوم بجهود في هذا الجانب مع الجهات الأخرى في سبيل خدمة ضيوف الرحمن ورسم السعادة والبسمة على محياهم. في حين ذكر الدكتور نجم الدين الأنديجاني عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة أم القرى السابق أن الأسر المكية كانت تقوم باستضافة الحجاج في مساكنهم منذ قدومهم وحتى عودتهم، مشيرا إلى أن هذه الثقافة اختفت حاليا ولكن يجب أن نقوم بتقديم ضيافة للحاج ونشعره أنه بين إخوانه وأنه لم يفارق أهله وأن نعكس صورة حسنة عن أبناء هذه البقعة المباركة ولابد من أن نساهم جميعا في ذلك سواء جمعية مراكز الأحياء أو ائمة المساجد أو إدارة التربية والتعليم، فالكل يساهم بما يستطيع في ضيافة ضيوف الرحمن وطلب الأجر والمثوبة. تثقيف الطلاب المشرف التربوي بتعليم العاصمة المقدسة سعيد المبعوث قال إن المدارس في مكةالمكرمة تعمل منذ فترة في برنامج خدمة ضيوف الرحمن حيث يتم تثقيف الطلاب أولا في المدرسة بفضل هذه الخدمة وكيفية تقديمها من خلال الإذاعة المدرسية والأنشطة المختلفة كما يتم مشاركة عدد من الطلاب في استقبال الحجاج في منافذ وصولهم لمكةالمكرمة ومن ثم تقديم الهدايا لهم وتقديم واجب الضيافة خلال فترة وصولهم مما كان له أكبر الأثر في تقديم صورة مشرقة عن أبناء هذا المجتمع وقد وجدنا إشادات كثيرة ووصلتنا من مختلف الحجاج بعظهم بعد عودته إلى بلاده. عبدالله الزهراني مدير المراكز بالجمعية قال إن مشروع ضيافة الحاج مشروع وطني لابد أن يهتم به الجميع سواء الأسر أو المطوفين أو أئمة المساجد والأهالي، فهولاء الحجاج هم ضيوف الرحمن قدموا إلينا من كافة بقاع الدنيا ولابد أن نكرمهم وأن نشعرهم بالأخوة الحقيقية التي تعكس خلق المسلم من الإيثار والمساعدة وتقديم العون وكل الصفات الحميدة، مشيرا إلى أن مراكز الأحياء تنفذ برامج مختلفة وفي كل عام نستفيد من برامج الأعوام السابقة لخدمة ضيوف الرحمن. أحمد باجنيد مدير مركز حي الإسكان بمكةالمكرمة أشاد بفكرة الضيافة، مؤكدا أن أئمة المساجد كان لهم دور كبير في تقديم هذه الخدمة وتثقيف المجتمع المحيط بالمسجد بذلك والواجب عليهم تجاه حجاج بيت الله الحرام والمساهمة في ذلك فأدى ذلك إلى مشاركة سكان الحي وتسابقهم على هذه الخدمة الشريفة. عادل الحساني مدير فرق العمل التطوعي بجمعية مراكز الأحياء أشاد بعمل الاستضافة التطوعي، وقال لدينا 10 مراكز في هذا العام ستستضيف 50 أسرة من الحجاج للسكن معهم والتعايش معهم والأكل والشرب معهم حتى ينتهي موسم الحج، حيث سيستقبل كل مركز 5 أسر لإسكانهم وإلحاقهم بسكان الحي، مشيرا إلى أن هناك برامج سيتم تطبيقها والتركيز عليها وتفعيلها في هذا العام وهي برنامج السلام والابتسامة في وجه الحاج، حيث تترك تأثيرا كبيرا في نفس الحاج خاصة الذين لايجيدون التحدث باللغة العربية. قاعدة بيانات قال عادل الحساني إنه سيتم في هذا العام تجهيز قاعدة بيانات عن الحجاج الذين يتم خدمتهم وذلك للتواصل معهم بعد الحج، حيث سيتعدى التواصل موسم الحج لما في ذلك من أثر بالغ في نفوسهم.