الوطنية هي مجموعة الخصائص والمشاعر والمواقف التي تجعل الإنسان يرتبط بوطنه ويحبه، ويبلغ التعلق به الاستعداد للتضحية بالروح من أجله. والمواطنة مفهوم يجمع بين الحقوق والواجبات والمسؤوليات ويبدأ الإنسان التعرف عليها في وقت مبكر من خلال التربية التي ترسخ الولاء للوطن وخدمته والالتزام الصادق بحمايته في كل الظروف والدفاع عن ترابه وقيمه ومبادئه. وتتجذر المواطنة، بكل ما تعنيه من واجبات وحقوق، في ظل الأنظمة والقوانين التي تحفظ الكرامة وتضبط العلاقة بين أفراد المجتمع في إطار مؤسسات الدولة والمجتمع، فالمواطنة علاقة تبادلية بين الفرد والمجتمع والدولة تزرعها التربية وتحميها القوانين، وهي تدعو جميع المنتمين للوطن إلى احترام المختلف وصيانة حريته والاعتراف بحقوقه. هذه المعاني السامية الثابتة هي التي تستحق أن نستحضرها ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني الذي توحدت فيه البلاد وتقاربت الأطراف وزالت الحواجز وساد النظام وحفظت الحقوق وتحددت الواجبات، واحتفالنا بهذا اليوم هو تأكيد لإيماننا بأهمية هذه القيم التي صاحبت هذه الذكرى الغالية، والمواطنة الحقة تدعونا للتمسك بها ونقلها إلى الأجيال القادمة لأنها هي القاعدة الصلبة التي تقوم عليها نهضتنا الوطنية التي تهدف لخير الجميع. إن استحضار هذه المعاني في علاقاتنا والتعاون على ترسيخها يجعل احتفالنا بهذا اليوم احتفالا حضاريا يليق بوطن كبير يحتل مكانة مركزية في الأسرة البشرية. لنجعل اليوم الوطني مناسبة نؤكد فيها التزامنا بالواجبات وحرصنا على إعطاء الحقوق.