في تطور جديد للتسلسل الجيني لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة التهاب الجهاز التنفسي لشرق المتوسط تم اكتشاف أنماط انتقال معقدة للفيروس، حيث أظهرت دراسة أجراها مؤخرا باحثون من وزارة الصحة في المملكة بالتعاون مع معهد ولكم ترست سانغر وجامعة أدنبرة وكلية لندن الجامعية أن التحليل الجيني لأكبر عدد من فيروسات كورونا المسبب لمتلازمة التهاب الجهاز التنفسي لشرق المتوسط أثبتت أن انتقال هذا الفيروس أكثر تعقيدا مما كان سابقا مما يدل على وجود مصادر إضافية للفيروس إما بشرية أو حيوانية. وأبانت الدراسة أنه تم تتبع وتحليل التسلسل الجيني لعينات من هذا الفيروس مأخوذة من (21) مريضا من مختلف أنحاء المملكة، وقام الباحثون بربط المواقع الجغرافية للمرضى ووقت الإصابة وكمية الاختلافات الجينية التي تمت مشاهدتها بين جينومات الفيروس وأعطى هذا الإجراء صورة أكثر وضوحا عن الكيفية التي ينتشر بها جينوم الفيروس مع مرور الزمن. واوضحت الدراسة ان الاختلافات الجينية التي اكتشفت عند المصابين كانت كبيرة جدا لتفسر بحدوث خطأ في النسخ المتماثل للفيروس عند الانتقال من شخص لآخر خلال سلسلة واحدة من العدوى وهذا ما أوضحه البروفيسور بول كيلام، باحث في معهد سانغر في بريطانيا قائلا بدلا عن ذلك فإن نتائج دراستنا تقترح أن الأنساب المختلفة للفيروس نشأت عند القفزة الانتقالية للفيروس للانسان من مصادر حيوانية عدة مرات . ولفتت الدراسة الى أنه حتى الآن لم يتم التعرف على حيوان في الشرق الأوسط ولا في أي مكان آخر مصاب بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة التهاب الجهاز التنفسي لشرق المتوسط، والدراسات التي بنيت على تتبعات تسلسلية صغيرة تقترح أن أسلافا مشتركة للفيروس كانت قد عاشت في الخفافيش لسنوات عدة سابقة، والدراسات الميدانية لكل الانواع الحيوانية المحتمل ان تكون حاضنة للفيروس بما فيها الجمال، الخفافيش. الأغنام، الخراف، الكلاب، القطط، القوارض وأنواع أخرى في المملكة ودول شرق اوسطية أخرى ما زالت مستمرة. من جانبه قال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ومنسق الدراسة الدكتور زياد ميمش «نحتاج لإجراء لمزيد من الدراسات عن جينومات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة التهاب الجهاز التنفسي لشرق المتوسط وربطها بالتقصيات للتعرضات الحالية وأنشطة المصابين، موضحا ان المصدر الحيواني لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة التهاب الجهاز التنفسي لشرق المتوسط والطريقة التي ينتقل بها للبشر ليست معروفة الى الآن وهذه المعلومة تعد اساسية لتطوير التدخلات اللازمة للحد من خطورة الانتقال، ومعرفة وبائية المرض و تطوير وسائل فعالة للتحكم بالعدوى».