يبدو أن مقولة أقصر طريق لقلب الرجل معدته، لم تعد الشغل الشاغل لمعظم النساء، حيث تشهد مطاعم الوجبات السريعة والمطابخ في المدينةالمنورة زحاما شديدا وقت خروج الموظفين من العمل، في ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، لدرجة تكدس السيارات وعرقلة الحركة المرورية أمام المطاعم، فيما تظل أسباب التهافت على المطاعم معروفة، حيث يجد الموظف ضالته في الوجبات سريعة التحضير، لعدم قدرة المرأة العاملة في التوفيق بين عملها وبين متطلبات أسرتها. ويرى عدد من أهالي المدينةالمنورة أن الرجال خاصة الموظفين منهم يختصرون وقت الغداء ليخلدوا إلى القيلولة مبكرا دون انتظار الطعام الذي يتأخر عادة، ما يجعل الوجبات السريعة أفضل الحلول لجميع الأطراف. يقول هاني فؤاد: أصبحت سحنتي معروفة لدى أصحاب المطاعم على كافة أنواعها، إذ أتواجد في المطعم بشكل شبه يومي لتوفير وجبتي الغداء والعشاء، متذكرا أيام الماضي حيث كان يذهب للمطعم مرة كل أسبوع لكي يكسر روتين طعام المنزل، الذي لا غنى عنه فهو يطهى أمام عيني وبمستوى نظافة عال، عكس المطاعم التي لا أحد يعلم ما يدور في كواليسها، إلا أن الوضع تغير -والحديث لهاني- وانقلبت الموازين فأصبح طعام المنزل هو ما يكسر روتين وجبات المطاعم المملة. واستطرد هاني: من أهم أسباب زيارتي للمطاعم، هو عدم قدرة الجيل الحالي من النساء على تجهيز الطعام، بعكس جيل أمهاتنا اللاتي كن يحرصن دوما على طهو الطعام بالصورة الجيدة والمعروفة عن الأولين، لدرجة أن الأم كانت تحرص في السابق على عدم تذوق الطعام حتى لا يفقد شيئا من قيمته قبل أن تجتمع الأسرة بكاملها لتناول طعام الغداء أو العشاء. مضيفا: هذا الجيل لا يعرف عن الطهو سوى الأشياء البسيطة مثل عمل المكرونة، والبيض بأنواعه، لافتا الى أن أغلب الرجال أصبحوا يتواجدون في المطاعم أكثر من تواجدهم في المنازل، فيما نصح هاني الشاب المقبل على الزواج أن يحرص على اختيار شريكة حياة تجيد فن الطبخ الذي أصبح عملة نادرة في هذا الزمن -على حد قوله- مؤكدا أنها ستوفر عليه المبالغ المدفوعة لأصحاب المطاعم، كما أنه سينعم بطعام شهي وبجودة عالية. ويرى أحمد مراد أن وجبات المطاعم شر لابد منه، مثل الزواج، إذ يبدو في البداية شهيا، وترحب به المعدة ولكن سرعان ما يشعر الشخص بعد وجبة المطعم بالجوع "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت"، فأكل المطاعم يخلو من البركة والفائدة -حسب قوله- بعكس طبخ المنزل، الذي تملأه البركة ناهيك عن النظافة والحرص على تقديم ما يطلبه أهل البيت. وأضاف مراد أن ظاهرة الزحام على أبواب المطاعم طفحت على السطح وتفشت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، لدرجة أن البعض يضطر في بعض الأحيان لتأخير وجبة الغداء إلى المغرب حتى يخف الزحام في المطاعم، ويستطيع شراء وجبته دون تعرضه للزحام والضجيج. ويشير مراد الى أنه غير متزوج ومغترب عن دياره ما يجعل وجبات المطاعم هي خياره الوحيد الذي لا مفر منه، مبديا اندهاشه من المتزوجين الذين يرتادون المطاعم بصورة دائمة، مؤكدا أن تردد الشخص المتزوج على المطاعم دليل على عدم قدرة المرأة في عصرنا الحالي على تعلم الطبخ، مؤملا من النساء الحرص على تعلم الطبخ لتكفي زوجها شر الزحام والمصاريف الزائدة، ناهيك عن عدم الثقة في ما تقدمه مطاعم الوجبات السريعة. ويضيف مراد: أصبحت النساء للأسف يهتممن بأشياء ثانوية، كما تتخيل أن الزوج مجرد ماكينة صرف تضغط على السعر ويأتي بالمال مباشرة، دون النظر في معاناته، أو مشاكله، ومثابرته في العمل لكي يؤمن حياة كريمة لعائلته، حيث انحصرت اهتمامات النساء في الأسواق وحضور مناسبات الأفراح، متسائلا: وما فائدة المرأة في البيت إذن، إذا لم تقم بواجباتها كاملة ومنها إعداد الطعام لأسرتها؟ ناصحا الأمهات أن يحرصن على تعليم البنات فنون الطبخ لكي لا يتورط عريس المستقبل في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل، وحتى تستمر الحياة الزوجية على توافق وانسجام مؤكدا أن أسرع طريق لغضب الرجل معدته.