أناب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، لافتتاح فعاليات «سوق عكاظ» في محافظة الطائف في دورته السابعة، التي تستمر أسبوعين. وبعث خادم الحرمين الشريفين ببرقية إلى الأمير خالد الفيصل ينيبه لحضور حفل الافتتاح، الذي يحضره عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء، وشخصيات من داخل المملكة وخارجها. ويخاطب الأمير خالد الفيصل، المشاركين في الحفل بكلمة لأول مرة في مهرجانات «سوق عكاظ» في دوراته الست الماضية، كما يتجول في «جادة عكاظ»، ويشاهد مسرحية «الأعشى»، ويقلد بردة «شاعر عكاظ» للشاعر عيسى علي جرابا مع جائزة مالية 300 ألف ريال. وبمناسبة رعاية خادم الحرمين الشريفين لحفل افتتاح «سوق عكاظ»، قال الأمير خالد الفيصل: إن رعاية الملك للمناسبة تكسبه أهمية خاصة، في الوقت الذي أصبح يحظى بمتابعة عربية واسعة، كون السوق ليس مجرد تراث، أو محض حديث عن الماضي فقد أصبح نافذة تستشرف المستقبل، كما أثمر عن فتح نافذة ثقافية على العالم تعكس الحراك الأدبي الذي تعيشه المملكة. تعايش الشعوب وأضاف الأمير خالد الفيصل: «إن سوق عكاظ يستمد نهجه من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله – الداعية لتبني التعايش بين الشعوب، وغرس وتأصيل سبل المحبة فيما بينها، وذلك عبر تبني السوق لتلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية، إضافة إلى أن ما يتم تقديمه من برامج وأنشطة جزء من رسالة التسامح التي تمثل نهج خادم الحرمين الشريفين الداعي للحوار، إذ أن تبادل الثقافات بين الشعوب يمثل أولى الخطوات على طريق تفاهمها وتقاربها، وخير دليل على ذلك دعوة مفكرين من الصين لمناقشة الأدب والشعر العربي الفصيح، وسيكون ذلك برنامجا سنويا في الدورات المقبلة». قيمة ريادية وأكد الأمير خالد الفيصل، على أهمية أن يكون للسوق هويته الرائدة التي تعكس الواقع الوطني لاسيما أنه مبني على فكره الخاص المرتكز على الثوابت، والقيم والخصوصية الإسلامية. وأضاف الأمير خالد الفيصل: «إن ما حظي به السوق من دعم من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين يعكس الحرص على دفع مسيرة الثقافة والأدب في المملكة على وجه العموم، وسوق عكاظ على وجه الخصوص نظرا لما يمثله السوق من قيمة ريادية وثقافية عطفا على التاريخ العريق الذي يتمتع به، ما جعل منه منبرا ثقافيا يعيد تاريخ الأدب العربي الذي انطلق من قلب جزيرة العرب إلى الساحة من جديد». صناعة ثقافة وبين أمير منطقة مكةالمكرمة أن دعم سوق عكاظ من لدن القيادة خلال الدورات الماضية أثمر عن صناعة مشروع ثقافي ملموس استطاع تجاوز جغرافية المكان وتحول إلى نافذة ثقافية تعكس الحراك الأدبي الذي تعيشه المملكة، كما أصبح محط اهتمام المهتمين بالشأن الثقافي من الدول العربية الشقيقية ممن يحرصون على المشاركة في فعالياته ويتنافسون على نيل جوائزه، بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بالثقافة والفكر الأدبي وتشجيع العلوم الحديثة واستقطاب المواهب لبناء حضارة إسلامية ووطنية تحمل على عاتقها إيصال رسالتنا إلى العالم ولكي يعلم الجميع أن الدين الإسلامي دين بناء وعلم وإعمار. محاكاة الأجيال وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أن الخطة الاستراتيجية للسوق أخذت بعين الاعتبار محاكاة أنشطة سوق عكاظ للأجيال، لا سيما أنه لم يكن في سابق عهده مجرد تراث أو أحداث تدور في حقبة زمنية ولت، بل إنه يشكل منارة ثقافية واقتصادية واجتماعية تسعى لمد جسور التواصل بين الأجيال، وتستشرف الحاضر الذي يمثل لبنة الغد، وصولا إلى الاهتمام بالتأسيس والمضي قدما في صناعة حضارة مستقبلية تعنى بالإبداع والتميز العملي وتهتم بنشر الثقافة والمعرفة. مشروع حضاري ولفت الأمير خالد الفيصل النظر إلى أن عناية إمارة المنطقة واهتمامها بالسوق يأتي من منطلق سعيها الحثيث لإعادة الاعتبار إلى مكانة سوق عكاظ الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، وبالعناية بالإبداع والتميز العلمي، ونشر الثقافة والعلم والمعرفة، مبينا سموه أن ما يقدم من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية يتسق مع أهداف الخطة العشرية لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديدا مع محور بناء الإنسان الموازي لتنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محليا وإقليميا وعالميا.