صدرت موافقة وزير التعليم العالي على تنظيم الجامعة الإسلامية للمؤتمر الدولي الثاني «اللغة العربية ومواكبة العصر» الذي يأتي في نسخته الثانية بعنوان «التحديات وسُبُل المواجهة». وأوضح مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا أن الجامعة تنظم هذا المؤتمر في نسخته الثانية بعد نجاحها في تنظيم النسخة الأولى، وذلك لتمكين الباحثين والباحثات والمهتمين باللغة العربية من تدارس ما وراء تشخيص الحالة اللغوية من تداعيات تتطلب الحلول العلمية والعملية القابلة للتطبيق على أرض الواقع العربي ولدى الجهات التنفيذية في المؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية والثقافية والبحثية والإعلامية. وأبان أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها استشراف معالم التحديات المعاصرة التي تمر بها اللُّغة العربيَّة، والوقوف على مظاهر الضَّعف اللُّغوي وأبعاده، والتَّعرُّف على معالم مشروع الإصلاح اللُّغوي، وإبراز أثر الجهود العلميَّة في خدمة اللُّغة العربيَّة، مع السَّعي نحو استعادة العربيَّة لدورها وهويَّتها، ودراسة مشروعات تطوير مناهج العربيَّة. وأضاف أن أبحاث المؤتمر ستصُبّ في محاوره الأربعة، حيث يناقش المحور الأول تحدِّي الحفاظ على الهويَّة، من خلال تناول عدة موضوعات تشمل مخاطر العولمة الثقافيَّة على هويَّة أبناء العربيَّة، واختراقات العولمة للُّغة العربيَّة (المظاهر والآثار)، وخطر التَّلوث اللُّغوي والرَّطانة ولحن العامة، وتغريب اللِّسان العربي وأثره على الانتماء، وتعجيم التَّعليم التِّقني وأثره على النُّخبة من أبناء العربيَّة، وتجفيف منابع الفصحى في مجالات الحياة العربيَّة بين الهويَّة والمصير، واهتزاز التَّكوين المتقن للمتخصِّصين في العربيَّة منهجيَّاً ومعرفيَّاً ، وأثره على الهويَّة، وارتجاليَّة خطط منظومة تعليم العربيَّة ومناهجها ، وأثره على الهويَّة والمعرفة، وضعف البناء اللُّغوي للطفل العربيّ، وأثره على التَّكوين الفكري والوجداني. أما المحور الثاني فيتناول تحدَّي التصدي للازدواجيَّة والثُّنائية اللُّغويَّة، من خلال مناقشة عدة موضوعات تشمل تعليم العربيَّة بين الفصحى والعاميَّة وأثره على النَّشء، والازدواجيَّة اللُّغويَّة في لغة الخطاب الإعلامي، وعكوف تعليم العربيَّة على المنهج التَّقليدي، ومزاحمة اللُّغات الأجنبيَّة للفصحى (المظاهر والآثار)، وأزمة العربيَّة في الخطاب الإعلامي وسبل إدارتها، وإقحام الألفاظ والتَّراكيب الأجنبيَّة في أحاديث المستغربين، وتغييب الفصحى عن ساحة الثَّقافة والفكر والإعلام، والصِّراع بين مناهج المحافظين والمتساهلين، ومسلسل الأخطاء الشَّائعة في معجم الأجيال الجديدة. ويأتي المحور الثالث ليبحث في تحدَّي المواءمة بين الأصالة والمواكبة، وذلك عبر موضوعات يطرحها تشمل تحرير المصطلحات الواردة في محاور المؤتمر، وأهميَّة الفصحى في المحتوى العربي في الحاسوب ومواقع التَّواصل الاجتماعي، والإبداع العربي والفكر بين المحافظة والتَّجديد (رؤى ومخاطر)، والرُّؤى التَّجديدية للشِّعر العربي بين الأصالة والمعاصرة، ومعالم التَّجديد النَّقدي في تحليل النَّص الأدبي ودوره في الإثراء اللُّغوي، ومظاهر التَّحديث اللُّغوي في الرِّوايات المعاصرة، وتهميش الفصحى على المستوى الاجتماعي العربي ومداخل المراجعة، والفصحى بين دعوات التَّجديد ومخاطر التَّغريب، ومطالب التَّجديد في تحليل الخطاب البلاغي العربي، ومرجعيَّة النَّص الأدبي في تعليم قواعد النَّحو والبلاغة العربيَّة. وفي المحور الرابع الذي يأتي بعنوان: سُبل مواجهة التَّحدِّيات، تبرز عدة موضوعات هي معمل اللُّغة العربيَّة وإثراء اللُّغة وربطها بمهارات الاتصال، ودور الفضائيَّات العربيَّة في المحافظة على اللغة، وضمان التَّأهيل اللُّغوي المناسب للإعلاميين، والمعجم التَّاريخي للعربيَّة ودوره في مواجهة تغريب العربيَّة، والإفادة من التَّقنيات الحديثة في خدمة العربيَّة، وآليات تيسير الفصحى ومواجهة التَّغريب، وإثراء التَّصحيح اللُّغوي في مقاومة لحن العامة، وتنمية الرَّصيد اللُّغوي لدى الشَّباب وآليات تسويقه، واعتماد سياسة لغويَّة منهجيَّة وفاعلة في التَّعليم العربي، وإعادة العربيَّة إلى ميدان العلوم التطبيقيَّة، وتجديد مناهج تعليم العربيَّة للناطقين بغيرها وتلبية احتياجات الجامعات المختصة والأقليات بأحدث المناهج، والإفادة من التَّجارب والخبرات في تعليم اللُّغات الأخرى للعربيَّة، وعرض التَّجارب النَّاجحة في خدمة الفصحى علميَّاً وإعلاميَّاً.