دخلت الرواشين دهليز النسيان ولم تعد من الملامح التي تميز بيوت الحارة المكية، وتم استبدالها بتصاميم العمارة الحديثة، وفيما مضى كانت الرواشين بمثابة الشريان الذي يدخل الضوء إلى ردهات البيوت، كما كانت تمثل معلما بارزا للبيت المكي بتصميمها المميز وشكلها الذي يعبر عن الزخرفة الإسلامية، حيث إن الرواشين كانت تستخدم للتغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية وتعددت استخداماتها، فكانت من أهم ما تستخدم له الرواشين هو السماح بدخول الضوء إلى المنزل، وكانت تنشأ الرواشين في الغالب على أجزاء بارزة من الحجر لتحمل الرواشين بينما يعتبر الخشب هو المكون الأساس للرواشين، ومع العمارة الحديثة وأشكالها العصرية تم الاستغناء عن الرواشين في أغلب البيوت المكية الحديثة ولم تبق في مكة سوى أطلال على ماض من الثقافة المستمدة من الحضارة الإسلامية القديمة ولم يتبق منها في مكة سوى بعض المنازل القديمة الأثرية التي بقيت على حالها. يقول علي باحارث إن الرواشين في مكةالمكرمة كانت منتشرة بشكل كبير في الأحياء المركزية، أي التي بجوار المسجد الحرام. ومنذ القدم اكتشف أهالي مكةالمكرمة أن الرواشين تناسب الطقس الحار، موضحا أن خشب الروشان يتميز بأنه لا ينقل الحرارة صيفا ولا البرودة شتاء، حيث إن بعض الرواشين كانت إطلالة ثقافية تعبر عن المنزل الحجازي بشكل عام فقد انتشرت في مكةوجدة والمدينة أيضا وكان أهم استخدام للرواشين هو الحصول على أكبر كمية من الظلال، ويتبين ذلك من بروزها. فيما أوضح صادق مولوي أن الروشان كان يعبر في الماضي عن ثراء صاحب البيت أو فقره، فهناك بعض البيوت التي تمتلك الرواشين الفخمة التي تميزت بدقة التصميم وحجمها الكبير وبعض الأحيان كانت الرواشين تغطي واجهة المنزل كاملا، وفي الحاضر استبدل بالأحجار الطبيعية التي تستورد من الخارج فيما كانت بعض الرواشين الفخمة في الماضي تنتهي بوضع تيجان غاية في الروعة والإتقان بأعلاها. وقال فاروق سندي إن الكلمة المرادفة للرواشين هي المشربيات، في حين أوضح أن أول من استخدم هذه الرواشين في عصور تاريخ البناء والعمارة الإسلامية هم أهل العراق، وتسمى عندهم الشناشيل. ثم ظهرت عند أهل مصر ثم انتشرت في الحجاز فيما نوه سندي إلى أن أهم استخدام للرواشين كان يعود إلى الاهتمام في إدخال الضوء إلى المنزل والهواء أيضا حيث يتذكر فاروق أن الأهالي كانوا يضعون الزير عند الرواشين حتى يبرد وأيضا تعتبر مكانا للاسترخاء.