تواصل القوات المسلحة السعودية بكافة قطاعاتها الأربعة البرية، الجوية، البحرية والدفاع الجوي، مشاركتها في التمارين المشتركة مع الدول الكبرى والصديقة من أجل التطوير وعرض ما توصلت له المملكة من قدرات عسكرية كبيره سواء على مستوى رجل الأمن السعودي أو امتلاك أحدث الآليات العسكرية الجوية والبحرية والبرية. وتولي وزارة الدفاع اهتماما بالمشاركة في تمارين عسكرية قوية تستخدم فيها أحدث ما تمتلكه من آليات عسكرية، وإشراك جميع رجال القوات المسلحة السعودية في كافة قطاعاتها الأربعة في تلك التمارين المشتركة. وتعمل القوات المسلحة السعودية وعلى مدار العام على المشاركة في عدد من التمارين المشتركة مع أكبر دول العالم والدول الصديقة، حيث تشارك وبشكل سنوي فيما لا يقل عن 10 تمارين دولية، بالإضافة للتمارين الثنائية بين المملكة ودول أخرى أو تمارين مشتركة مع عدد من الدول. وتشارك القوات الجوية الملكية السعودية خلال هذا الأسبوع وحتى منتصف الشهر المقبل في تمرينين مختلفين أولهما تمرين «العلم الأخضر 2013» في المملكة المتحدة «بريطانيا» وبشكل ثنائي القوات الجوية الملكية البريطانية، كما تشارك في تمرين آخر في جمهورية تركيا للتدريب على البحث والإنقاذ القتالي ويحمل اسم التمرين «النور 2013» وذلك بهدف رفع قدرات السلاح الجوية وإظهار ما توصلت له القوات الجوية الملكية السعودية من تطور عسكري. كما شاركت القوات الجوية الملكية السعودية خلال الأشهر الماضية في تمارين عدة خارجية وداخلية منها تمرين «صقور السلام الأول» الذي انطلق على الأراضي السعودية بمشاركة القوات الباكستانية والتركية، وكان يهدف التمرين لتعزيز الجاهزية العملياتية والاستعداد القتالي لمنظومات القوات الجوية للدول المشاركة، دعم أواصر التعاون والعلاقات العملياتية، تبادل الخبرات العسكرية في مجالات التخطيط والتنفيذ العملياتي والتكتيكي والإمدادي، تقويم المهام وعمليات التحرك وإعادة التحرك والإسناد الجوي القريب، والعمليات الدفاعية والهجومية وعمليات البحث والإنقاذ القتالي، وتوحيد المفاهيم القتالية المشتركة، إضافة إلى إبراز قدرات القوات الجوية الملكية السعودية واحترافيتها وجاهزيتها. كما أقيم مؤخرا في القطاع الغربي بالمملكة التمرين الجوي التكتيكي «فيصل 10» بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية المصرية، واشتمل على تنفيذ العديد من العمليات الجوية المشتركة، وكان يهدف لإظهار المستوى العالي من الكفاءة من خلال إتقان التكتيكات الجوية الدفاعية والهجومية وتعزيز الجاهزية العملياتية والاستعداد القتالي للقوات الجوية الملكية السعودية بالمشاركة مع القوات الصديقة. وشاركت القوات الجوية الملكية السعودية خلال هذا العام في التمرين الجوي المشترك بين المملكة وجمهورية تركيا بعنوان (نسر الأناضول 3) الذي انطلق على الأراضي التركية، ونفذت فيه القوات السعودية عدداً من التدريبات والعمليات الجوية التي تحاكي مسرح العمليات في الحروب الحقيقية محققة أفضل المستويات في الأداء والتنفيذ، وتكللت جميع هذه العمليات بالنجاح، ويعد هذا التمرين من أقوى التمارين التي تنفذها القوات الجوية الملكية السعودية التي تشارك في أهم وأقوى التمارين الجوية بشكل سنوي والمعروف بتمرين (العلم الأحمر) بجانب القوات الجوية الامريكية وقوات جوية لعدد من الدول الصديقة، كما تحرص على المشاركة بطائرات مقاتلة بكامل أطقمها من الطيارين والفنيين والمساندين. ويتمحور تمرين (العلم الأحمر) حول تنفيذ عدد من الطلعات الجوية النهارية والليلية تهدف إلى التخطيط والتنفيذ المشترك لعمليات قتالية متقدمة بمشاركة منظومات متطورة من الطائرات القتالية التي تستخدم لمهام الحماية الجوية والإسناد الجوي القريب ضد أهداف ثابتة ومتحركة ومواجهة قوات معادية باستخدام نظم إلكترونية متطورة ودفاعات جوية وأرضية متقدمة لخلق روح من المنافسة والتحدي للمشاركين وتهيئة بيئة قتالية أقرب إلى واقعية المعارك الحقيقية، ما يؤدي للمساعدة في تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، وأظهر الطيارون السعوديون بعضا من مهاراتهم القتالية التي اكتسبوها باحترافية عالية. وتعتبر مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في تمرين (العلم الأحمر) إضافة حقيقية نحو التدرب على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال العمليات الجوية القتالية، وتطبق فيه أساليب متقدمة باستخدام جميع التخصصات المساندة لتحقيق التفوق والسيطرة الجوية والحرب الالكترونية للحد من تأثير القوى المعادية والتوقع والتنبؤ بمتطلبات الإمداد الذي يعزز من خفة الحركة بطريقة تحقق الأهداف وتقلل التكاليف، كل ذلك يتم بإسناد أطقم فنية ذات كفاءة عالية تعمل على تجهيز الطائرات وعمل صيانة دورية لضمان أعلى درجات السلامة. ومن أهم التمارين القوية التي تشارك فيها القوات المسلحة السعودية بقطاعاتها الأربعة وبقوة كبيرة من رجالها وآلياتها تمرين (الأسد المتأهب) الذي يقام على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تشارك 17 دولة في هذا التمرين وقد شاركت القوات البرية الملكية السعودية بعدد كبير من الأفراد والمعدات المتطورة يساندها في ذلك طيران القوات البرية الملكية السعودية ومجموعة من منسوبي القوات الخاصة (الكوماندوز)، كما شاركت القوات الجوية الملكية السعودية بمجموعة من الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع الحديثة، وشاركت أيضا القوات البحرية الملكية السعودية بعدد من السفن والمعدات البحرية المتطورة كما شاركت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بعدد من كوادرها ومعداتها. وتشارك القوات الخاصة السعودية في تمرين سنوي ثنائي مع وحدات العمليات الخاصة الفرنسية التي تعد من أفضل القوات الخاصة، عالميا تحت مسمى تمرين «نمر»، حيث أقيم التمرين في نسختة الثانية مؤخرا على جزيرة كورسيكا الفرنسية تحت مسمى «نمر2»، حيث عاش 300 «كوماندوز» سعودي يمثلون القوات الخاصة السعودية حالة من الحرب الحقيقية بتطبيقه تمارين وفرضيات عسكرية وتحت مناخ قاس بدأ من الأرض والأنهار والغابات وصولا لقمم جبال ومرتفعات تجاوزت 1400 متر. وشملت تمارين «نمر 2» عمليات الاقتحام والقفز الحر العملياتي والقنص التكتيكي وعمليات تحرير الرهائن والسيطرة على الأهداف الحيوية، وكذلك عمليات الهبوط الهجومي، إذ نفذت تلك العمليات في بيئة جغرافية متنوعة تهدف لرفع الكفاءة القتالية لدى الطرفين في هذا التمرين. يذكر أن القوات المسلحة السعودية لا تكتفي بالتمارين المشتركة الداخلية والخارجية فقط بل تعمل قطاعاتها على إطلاق تمارين لرفع قدرات منسوبيها القتالية والتدريبية. وتشهد القوات الجوية الملكية السعودية تطورا في قدراتها الجوية القتالية وذلك بإبرامها صفقات عسكرية لامتلاك أفضل ما توصل له السلاح الجوي على مستوى العالم، وتحديث أسطولها القتالي، ما جعلها في مقدمة القوات الجوية على مستوى العالم. وكانت القوات الجوية الملكية السعودية قد دشنت أول طائرة (F-15SA) وتعرف باسم «النسر المقاتل» وتعد من أفضل ما توصلت له صناعة الطائرات العسكرية المقاتلة لما تحمله من إلكترونيات متقدمة وقدرتها على حمل الأسلحة المتطورة، ونجحت المملكة وعبر القوات الجوية الملكية السعودية في إبرام صفقة لامتلاك هذا النوع من الطائرات القتالية المتطورة على مستوى العالم. ويأتي تسلم الطائرة الأولى من طائرة F-15SA ضمن صفقة عسكرية لشراء وامتلاك 84 طائرة مقاتلة من نفس النوع، وذلك ضمن خطط القوات الجوية الملكية السعودية، لتحديث أسطولها من المقاتلات إيذانا بدخول عصر جديد في قدرة طائراتها المقاتلة، التي تجعلها في مقدمة القوات الجوية على مستوى العالم. ونجحت المملكة في ديسمبر 2011م في إبرام اتفاقية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر برنامج المبيعات الخارجية في وزارة الدفاع الأمريكية لشراء طائرات متطورة وتحديث طائرات قتالية لتوفير أفضل القدرات الدفاعية للقوات المسلحة السعودية بكافة قطاعاتها، وتضمنت الاتفاقية شراء 84 طائرة مقاتلة من نوع (F-15 SA) المتطورة، وتحديث 70 طائرة من نوع (F-15) الموجودة حالياً لدى القوات الجوية الملكية السعودية، إضافة إلى 70 طائرة عمودية قتالية من نوع أباتشي الجيل الثالث، و72 طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك، و36 طائرة استطلاع عمودية مسلحة من نوع (إي إتش 60 آي)، و12 طائرة عمودية من نوع (أم دي 530 إف). كما تشمل الاتفاقية الذخيرة وقطع الغيار والصيانة والتدريب والمساندة على مدى سنوات عديدة لضمان حصول المملكة على أعلى مستوى ممكن من القدرات الدفاعية لحماية شعبها وأراضيها.