شهدت أسوق الحديد في الأشهر الستة الماضية استقرارا في الأسعار، ما دفع بعض المستهلكين والمقاولين للإقبال على أنواع محددة من الحديد، خاصة المستورد من خارج المملكة، باعتبار أسعار الطن مناسبة لهم - على حد قولهم، إذ إن هناك فئة قليلة من المستثمرين العقاريين اتجهوا للبحث عن السكراب، الذي يعد أقل سعرا بدلا من الحديد الجديد. وقال عثمان رضا، عامل في إحدى شركات الحديد: «منذ فترة وأسعار الحديد في استقرار، ومن خلال خبرتي في العمل بالمهنة أجد أن استقرار أسعار الحديد في الفترة الماضية زاد الإقبال على الشراء، سواء من المستثمرين أو المواطنين على حد سواء». مشيرا إلى أن أكثر أنواع الحديد طلبا هو المستورد، ويعود ذلك لقلة سعر الطن الواحد الذي يصل إلى 2600 ريال، ويليه بعد ذلك الإنتاج المحلي الذي يغذي السوق بكميات كبيرة، لكن ارتفاع سعره جعله الأقل طلبا. من جانبه أوضح وليد بن محفوظ «مستثمر عقاري» أن استقرار أسعار الحديد جعله يقبل على الشراء، وشجعه على بناء مساكن جديدة، بخلاف ما كان في الفترة التي ارتفع فيها سعر الطن ما أدى لانخفاض حركة التعمير والإنشاء. وأضاف ابن محفوظ: «إن ارتفاع سعر طن الحديد المحلي كان وراء توقف الكثير من أصحاب المشروعات عن بناء مساكن جديدة»، مبينا أن سبب شرائه الحديد المستورد هو انخفاض سعر الطن بنسبة لسعر الحديد المحلي، وذلك لتوفير المصروفات، والبحث عن الأرخص، وليس معنى ذلك أنه سوف يؤثر على الإقبال على الحديد المحلي. مشيرا إلى أن السوق غني بكميات كبيرة جدا، خاصة مع دخول شركات مصنعة جديدة للسوق فزاد التنافس بين الشركات من حيث الإنتاج والجودة والسعر، خاصة أن هناك مشاريع تنموية كبيرة تشهدها مختلف مناطق المملكة سوف تؤدي لكثرة الطلب على المنتج. من جانبه أوضح عبدالرحمن معلا السهلي رئيس لجنة المواد والتشييد في غرفة جدة : أن بعض المستهلكين الذين يلجأون للحديد المستورد بدلا من المحلي وخاصة من تركيا، لأنه نفس المواصفات السعودية ولفرق سعر من 20 30 ريالا للطن الواحد، وهذا يفرق بالنسبة للمقاول إذا كانت لديه كمية أطنان كثيرة. وأشار السهلي إلى أن المصانع المحلية تغذي السوق بوفرة، ولكن أحيانا يكون هناك عجز بسيط في ظل المشاريع الجبارة التي تشهدها بلادنا، ويكون هذا العجز فقط في بعض مقاسات الحديد. أما بخصوص السكراب الذي يفضل البعض شراءه بدلا من الحديد ، قال السهلي : السكراب ليس مستعملا كما يظن البعض، وإنما يكون المقاس للحديد كبير ويتم تقطيعه لمقاسات صغيرة ولذلك سمي بالسكراب.