شهدت محافظات وقرى بمنطقة جازان البارحة الأولى أمطارا غزيرة استمرت ثلاث ساعات، تسببت في توقف حركة السير في العارضة والداير وبلغازي، وجرفت السيول المتدافعة من مرتفعات جازان عددا من الطرق المؤدية إلى منازل المواطنين، وقطعت الطريق الوحيد المؤدي إلى قرى جبل الصيابة، لعدم وجود آلية تصريف لمياه الأمطار فيه، ما أدى لإغلاقه وتجمع عدد من الصخور الكبيرة في منتصفه، وأصبح أهالي تلك القرى في حيرة من أمرهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية. واحتجزت السيول في جبال سلا عددا من الأهالي، ما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني لإنقاذهم، فيما أغلقت الصخور الطرق المؤدية إلى قرى جبال الريث بعدما جرفته السيول، وتسبب ذلك في احتجاز الأهالي ومنعهم من الوصول إلى قرارهم، واضطر بعضهم لاستخدام بعض المعدات لإزالة تلك الصخور والتي مضى على سقوطها مدة طويلة دون تدخل الجهات المختصة لإزالتها. وفي الدائر اجتاحت السيول عددا من المحلات التجارية المجاورة لوادي وسط المحافظة، ما أدى لاحتجاز عدد من المركبات، فيما جرفت الأمطار الغزيرة طريق جبل قيس الترابي وأعاقت حركة تنقل الأهالي وأجبرتهم على البقاء في منازلهم، كما تسببت الأمطار في قطع التيار الكهربائي عن الأهالي فترة امتدت إلى 24 ساعة. إلى ذلك، انتقد عدد من أهالي تلك القرى غياب إدارة الطرق والنقل وشركة الكهرباء عن تلك المعاناة والتي مضت عليها مدة طويلة دون أي تدخل لإصلاح الطرق التي جرفتها السيول، وإعادة التيار الكهربائي، منتقدين سوء تصريف مياه الأمطار في تلك القرى. من جهته، أكد مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة اللواء حسن القفيلي أنه على الأهالي والمتنزهين الابتعاد عن مجاري السيول أثناء هطول الأمطار والإبلاغ عن الحالات التي تحتاج إلى إنقاذ وإسعاف. من جهة أخرى، وقف محافظ الطوال عليوي بن قيضي العنزي أمس على الجسر المنهار بالمباركة بسبب السيول التي جرفته عند إنشاء عقوم ترابية حولت مجراها. ولاحظ العنزي خلال جولته الميدانية برفقة رئيس بلدية الطوال بالنيابة المهندس عبدالمجيد مذكور، الخطر الناجم عن انهيار الجسر، ما يؤدي لكارثة لو استمرت السيول، وطالب رئيس البلدية بالنيابة بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لدرء خطر السيول في قرية المباركة، وأجابه المهندس مذكور أن البلدية خاطبت الأمانة في هذا الموضوع ومازلنا في انتظار توجيه الأمانة بالعمل وفق ما هو محدد للعمل به إزاء هذا الجسر المنهار، مؤكدا أن السبب الأول في تحويل مجرى الأودية هو العقوم الكبيرة التي أنشأها الأهالي ولا بد من خفضها لمستوى أقل من الطريق الدولي والكوبري. كما وقف المحافظ على مجرى واديي تعشر والملح، ولاحظ طمر السيل أسفل الكوبري، مشيرا إلى ضرورة تدخل إدارة الطرق لإزالة الكميات الكبيرة من الطمر والتراب من أسفل الكوبري حتى يكون مرور السيل طبيعيا وسهلا، وأكد المحافظ أنه ستتم مخاطبة إدارة الطرق بجازان بسرعة لإزالة هذا الطمر والأتربة من أسفل الكوبري لتسهيل مرور السيل.