أعلن صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي المشرف العام على مسابقة والده يرحمه الله للقرآن والسنة والخطابة تحويلها إلى مؤسسة علمية تعنى بشؤون القرآن والسنة والخطابة مقرها الأحساء ومداها المنطقة الشرقية بعد عشر سنوات من انطلاقتها. وذكر بأنه شكل لها ثلاثة مجالس مع تخصيص مقر ثابت في الأحساء ورفع جائزتها وتم عقد اجتماع هام لتداول الرؤى والمقترحات الرامية لتطويرها وفق التشكيل الجديد. وشكر سموه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على تحويلها إلى مؤسسة علميةٍ وستقوم وفق توجيهها، مؤكدا بأن المسابقة تستهدف الربط بين الكتاب والسنة في زمنٍ ضل فيه البعض عن الطريق الصحيح، حين ابتعدوا عن كتاب الله وسنة نبيه. تحويل المسابقة إلى مؤسسةٍ سيضعكم أمام تحدياتٍ تتطلب منكم جهداً مضاعفاً كيف ستكون خططكم لتحقيقها؟ - لا شك أن المسؤولية كبيرة والمهمة صعبة خاصة أن المسابقة ستكون جزءاً من مهام المؤسسة حيث نعتزم القيام بأمور أخرى لخدمة كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام الأمر الذي يتطلب منا أعباء أكبر وإنفاقا أكثر، ولكن كل ذلك هين عند المخلصين في العمل لوجه الله الذين يعملون بأريحيةٍ انطلاقاً من محبة كتاب الله وسنة نبيه والسعي لخدمتهما ابتغاء الأجر والثواب العظيم من عند الله، ولقد تعودنا أصلاً على بذل الجهد الدؤوب مع اللجنة التنفيذية من أجل تطوير المسابقة سنوياً منذ انطلاقتها وقد كلفت لجنةً بالاجتماع الدائم للتطوير والتحسين والنظر في جميع المقترحات المقدمة من أصحاب الفضيلة والمهتمين ودراسة ما يخدم أهداف المسابقة ويحقق المصلحة. وهنا أشيد بدور الإخوة في المجلس التنفيذي الذين لا يألون جهداً في التطوير المستمر للمسابقة حتى تلقت تزكياتٍ من كبار العلماء في المملكة، وكم يثلج صدري تطورها عاماً بعد عام كونها تسعى لتحقيق أهدافٍ ساميةٍ في خدمة الإسلام والمسلمين وتحمل اسم رجلٍ بذل النفس والنفيس في خدمة دينه ووطنه بكل إخلاصٍ ويشهد له كل من عرفه بالعفة والنزاهة والعدل والحكمة كما أنها تمثل نموذجاً جميلاً لحرص ولاة الأمر على تحقيق ما فيه مصلحة الدين والوطن وحرص أهل العلم في هذا الوطن على المساهمة فيما ينفع الإسلام والمسلمين وتتجلى أهمية هذه المسابقة كونها تتم في وقتٍ أحوج ما تكون فيه الأمة للرجوع إلى الأسس الإسلامية السليمة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لتتمكن من مواجهة الغزو الفكري للحضارة الغربية المادية ومقاومة الأفكار المتطرفة والضالة التي يحاول البعض دسها بين الشبان في مجتمعنا الذي نسأل الله أن يديم عليه نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة لولاة أمرنا حفظهم الله. شراكة وتعاون مع مؤسسات كيف ستكون خططكم المستقبلية بعد تحويل المسابقة إلى مؤسسة؟ - المسابقة منذ تأسيسها تعمل وفق خططٍ مرسومةٍ نحرص من خلالها لتطويرها بشكلٍ أفضل عاماً تلو العام والآن وبعد تحويلها إلى مؤسسةٍ سنحرص على استكمال إنجازاتنا السابقة والعمل على وضع الخطط بالتعاون مع الإخوة في مجلس الإدارة ومن ذلك توسيع علاقتنا بالمؤسسات والجهات ذات العلاقة في كل مجالٍ من مجالات المسابقة الثلاثة، ففي مجال القرآن الكريم نسعى لاستكمال شراكتنا مع إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد وجمعية تحفيظ القرآن الكريم كما نعمل في فرع السنة لعقد شراكاتٍ وتعاونٍ مستمرٍ مع كليات الشريعة وكل الجهات التي تهتم بجوانب السنة النبوية كون المؤسسة إحدى ركائزها تعليم السنة المطهرة وكذلك الأمر في فرع الخطابة والذي وهو فرع يتطلب منا وضع خطةٍ استراتيجيةٍ مع جهاتٍ تهتم بتطوير فن الخطابة وذلك يكون على سبيل المثال مع الجامعات وفي مكاتب رعاية الشباب والمؤسسات التعليمية والأندية وهكذا تجد أن المؤسسة ساعية وبكل جدٍ خلال السنة الحالية على أن توثق العلاقات بينها وبين مؤسسات المجتمع المختلفة. إعادة صياغة وتطوير بعد صدور قرار المؤسسة ماذا عن المسابقة السنوية في القرآن الكريم والسنة والنبوية والخطابة؟ - المسابقة السنوية في القرآن الكريم والسنة النبوية والخطابة ستبقى كأحد أنشطة المؤسسة ولكن نعمل على إعادة صياغتها وتطويرها بما يتلاءم مع المرحلة الجديدة للمؤسسة فالمؤسسة لديها أهداف كبيرة تسعى لتحقيقها وخطط مستقبلية كما أسلفت. 1000 متسابق ومتسابقة هل تلاحظون ازدياداً ملحوظاً في عدد المتسابقين والمتسابقات عاماً بعد عام؟ - بكل تأكيد حيث بلغ عدد المتسابقين العام الماضي 1000 متسابق ومتسابقة تنافسوا على أعظم مصدرين للشريعة بالإضافة إلى الخطابة قياساً بعدد المتسابقين في سنواتها الماضية حيث كان عدد المتسابقين في السنة الأولى 400 متسابق. وقد سررنا العام المنصرم بمشاركين من الدمام والخرج وبلوغ عدد المشاركين فيها منذ انطلاقتها 7136 متسابقاً ومتسابقة من الطلبة والجاليات ونزلاء السجن العام فمنذ انطلاقة المسابقة عام 1423ه وهي تشهد إقبالاً متزايداً من المتسابقين وتحقق نجاحاً مطرداً وتشهد نمواً وتطوراً ملحوظاً من نواح عدة ومنها إضافة جائزة النخبة الهادفة إلى مواصلة بر الوالد يرحمه الله للعلماء والدعاة وذلك بتكريم من خدموا القرآن والسنة والخطابة تقديراً لجهودهم في خدمة الدين وقد حظيت المسابقة بدعمٍ كبيرٍ من حكومة خادم الحرمين الشريفين وأمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه مع رعايةٍ كريمةٍ من سمو محافظ الأحساء وعنايةٍ ومتابعةٍ لخطواتها. تعزيز المنهج الوسطي كيف ترون انعكاساتها على الشباب؟ - المسابقة تحرص على تشجيع الشباب على تدارس تعاليم شريعتنا السمحة وتفعيلها في مختلف نواحي حياتهم وتعينهم على اختيار الطريق السوي في الحياة وهو دأب ولاة أمرنا والأعداد الكبيرة التي تشارك سنوياً في المسابقة تدل على أنها حققت أهدافها المنشودة وكان لمشاركة نزلاء السجن العام وذوي الحاجات الخاصة والجاليات بالغ الأثر في تحقيق هذه الأهداف وهي تعليم الناس أمور دينهم وحفظ القرآن الكريم وشغل أوقات فراغ الشباب وتعليمهم النهج الوسطي فهي وسيلة ناجحة لفتح مجال التنافس بين شرائح المجتمع لنيل شرف الفوز بها في حلبة المعرفة وهي مظهر من مظاهر عناية السلف بمصادر الشريعة الإسلامية والفوز بهذه المكتسبات العلمية والإيمانية والهدف منها هو شغل أوقات الفتيان والفتيات بما ينفع ويفيد ويحقق العناية بمصدر الهداية ويضمن تأهيل جيلٍ يستطيع اعتلاء المنابر ليعلم الناس أمور دينهم ويقودهم إلى البر والتقوى ويسهم في إعادة بناء الشخصية الإسلامية السوية وكذلك إحياء رسالة المسجد كساحةٍ للهداية ومنبرٍ للتعليم ومكانٍ للتزكية واكتشاف وتنمية المواهب والطاقات وتوجيهها الوجهة الصحيحة بالإضافة لإحياء ذكرى الوالد يرحمه الله الذي قدم لأمته ووطنه الخير الكثير وقد أثبتت سيرها الصحيح وفق منهجٍ علميٍ وإداريٍ متوازنٍ لتحقيق أهدافها النبيلة التي تحث على الخير والمنافسة الشريفة بين الشباب والاهتمام بالتأصيل من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعناية بخطباء المستقبل إضافة إلى أنها تتيح الفرصة لكافة المتنافسين لإبراز طاقاتهم والعناية بمستقبلهم. خطب اجتماعية معاصرة كيف ترون تميز المشاركين في المسابقة؟ - تشهد المسابقة منافساتٍ قويةً يتجلى فيها مدى قوة المشاركين واستعدادهم التام لها وتختتم بنتائج مذهلةٍ ويتميز المتسابقون في مسابقة القرآن الكريم بحسن الترتيل والتلاوة والتجويد في حين يبرع المشاركون في مسابقة السنة بدقة الحفظ وإلقاء المتون وتسميع الأحاديث وتخريج الرواة، فيما يتميز المتسابقون في مسابقة الخطابة بالبلاغة وروعة الإلقاء والأسلوب والتعبير والتطرق في خطبهم لمواضيع اجتماعيةٍ وتربويةٍ ودعوية معاصرة. مشاركون بست لغات ماذا عن مشاركة الجاليات الإسلامية؟ - شارك العام الماضي 104 أشخاص يتحدثون ست لغاتٍ وهذا في نظري يدل على مؤشر نجاح وذلك بفضل الله ثم بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الأحساء ومن ضمن ذلك العدد 7 نساء في فرع القرآن واثنتان في فرع السنة واثنتان في فرع داعية المستقبل وسيتواصل العطاء بإذن الله وتعظم الإنجازات وتزدان المسابقة بمبدعيها من أهل القرآن والسنة والخطابة وها هي تثبت في نسختها الأخيرة سيرها الصحيح وفق منهجٍ علميٍ مدروس لخدمة المجتمع. ما هي الفعاليات التي تقام على هامش المسابقة؟ - تقام سنوياً على هامش المسابقة فعاليات ثقافية مختلفة منها محاضرات دعوية لعددٍ من العلماء والمشايخ المعروفين من داخل الأحساء وخارجها مع عقد دوراتٍ تدريبيةٍ ومسابقاتٍ ثقافيةٍ وسحوبات، وأخيراً تتويج الفائزين بالتكريم ومن ضمنهم الجاليات المسلمة وذوي الحاجات الخاصة ونزلاء سجن الأحساء العام. برامج لنزلاء السجن ذكرت مشاركة نزلاء السجن العام في المسابقة حدثنا عنها؟ - خصصنا ضمن فروع المسابقة فرعا خاصا بنزلاء السجن العام وقد سرني تنافسهم في جميع فروع المسابقة وأثرها الطيب في نفوسهم وأود أن أقول قد يكون دخول السجن منحة للعبد وليست محنة فليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن يستمر المرء في الخطأ وكم أوصيهم بالحرص على التوبة والرجوع إلى الله والتمسك بأوامر الدين الحنيف والاستفادة من الأوقات في ذكر الله وحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية وتعلم العلوم النافعة والصبر على قضاء الله وقدره والاستفادة من حفظ كتاب الله في تخفيض المحكومية وفي هذا الصدد أقدم شكري الجزيل لإدارة سجن الأحساء على تعاونها المثمر معنا، الأمر الذي رفع عدد المتسابقين إلى 120 نزيلا ونزيلة ولاحظت أن الكثير منهم حريصون على المشاركة في هذه المسابقة التي تعود عليهم بالنفع والفائدة في حياتهم الدنيوية، كما أنهم ينافسون إخوانهم في المحافظة على المراكز الأولى في فروع المسابقة. تنظيم الحفل الختامي نلاحظ إبداعاً في تنظيم الحفل الختامي فكيف يكون الإعداد له؟ - يحرص الإخوة في المجلس التنفيذي بإشرافٍ مباشرٍ من الأمين العام للمؤسسة الشيخ أحمد البوعلي في كل عام للاستعداد المبكر للحفل الختامي والتجديد في الأفكار ونسعد في كل حفل ختامي للمسابقة بتشريف سمو الأمير بدر بن محمد آل جلوي محافظ الأحساء لتكريم الفائزين في فروع المسابقة بالإضافة للفائزين بجائزة النخبة التي تمنحها إدارة المسابقة للعلماء والدعاة ممن خدموا كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، كما نسعد باستضافتهم في منزلنا على حفل عشاء بحضور أبناء الأسرة الكريمة وضيف المسابقة. خصصتم في السنوات الأخيرة حفلاً خاصاً للفائزات وتكريمهن من يتولى ذلك؟ - ترعى حفل الفائزات الوالدة أطال الله بقاءها الأميرة نوره بنت سعود آل جلوي وتكرمهن مع عضوات اللجان العاملة في المسابقة والداعمات لها بحضور أخواتي الفاضلات سلمهن الله وقد كان له بالغ الأثر على المشاركات وكذا أمهاتهن وأولياء أمورهن. التتويج إلى مؤسسة خيرية صاحب السمو هل لك من كلمةٍ أخيرةٍ في هذا اللقاء؟ - أولاً نشكر الله العلي القدير على ما من به علينا في السنوات المنصرمة للمسابقة حتى توجت بتحويلها إلى مؤسسةٍ خيريةٍ ونسأله عز وجل أن يحقق أهدافها، ولا أنسى في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل لسيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الآمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء وإلى الإخوة في وزارة الشؤون الإسلامية على رأسهم وزير الشؤون الإسلامية ومدير عام الجمعيات الخيرية ومساعده والإخوة في المجلس التأسيسي للمؤسسة ومجلس الإدارة ولكل من ساهم معنا في النجاحات السابقة والحالية. ونشير إلى أننا شكلنا مجلسا لأمناء هذه المؤسسة التي تعد صرحاً من الصروح الكثيرة في هذا البلد المعطاء تقوم بدورٍ تكاملي مع نظيراتها من مؤسسات الخير والعطاء يتكون من الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد آل جلوي رئيساً للمجلس وعضوية الأمير عبدالعزيز بن سعد آل جلوي والأمير فهد بن عبدالله آل جلوي والأمير فيصل بن فهد آل جلوي والامير سعد بن تركي آل جلوي والشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك والشيخ سامي بن فهد الحادي رئيس المحاكم ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم والشيخ أحمد البوعلي رئيس مجلس الإدارة وكذلك مدير عام الجمعيات الخيرية بوزارة الشؤون الإسلامية والدكتور سعود بن عبدالعزيز العقيل والدكتور إبراهيم بن صالح التنم والشيخ خالد العبدالكريم والدكتور عبدالله بن حسين القاضي والدكتور يوسف بن عبدالطيف الجبر والدكتور عبدالله بن محمد الجغيمان وعبدالعزيز بن عبدالله الموسى وسالم بن علي بن صبيح المري وصالح بن حسن العفالق وأسامة النعيم ومحمد بن سليمان الحر وعضو من فرع وزارة الشؤون الإسلامية والمجلس التنفيذي، فيما يتكون مجلس الإدارة من عشرة أعضاء وهم أحمد بن حمد البوعلي ومنصور بن عبدالله المنصور وصلاح بن عبدالله الحمد وعبدالعزيز بن عبدالرحمن الدقيل وخالد بن عبدالله المنصور وعارف بن عبدالعزيز الحمام وفؤاد بن سليمان السليمان وفؤاد بن عمر العمر وعبدالعزيز بن جاسم البريكان وخالد بن علي الحمادي، وقد تم تجهيز مقر المؤسسة وإعداد استراتيجية العمل خلال الخمس سنوات القادمة.