أكد خبير السياسات التعليمية في تربية الموهوبين الدكتور فتحي محمد أبو ناصر عضو هيئة التدريس بالمركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع في جامعة الملك فيصل، على الضرورة الملحة للمعلمين المختصين والمؤثرين الذي يقدمون الرعاية التخصصية للطلاب الموهوبين ودورهم المحوري في التطبيق العملي وتيسير وصول المعرفة بأساليب شيقة مبتكرة بعيدا عن أسلوب التلقين والتقليدية، والاستفادة من التقنية الحديثة، وإثراء بيئة الفصل، ما يفتح آفاق الإبداع أمام الموهوبين. وأضاف أبو ناصر أن العديد من الدراسات أشارت إلى الأهمية الكبيرة التي تلعبها البيئة التعليمية وثرائها لتقابل احتياجات الطلاب الموهوبين والمبدعين في مراحل التعليم العام. مشيرا إلى أن معلم الموهوبين أصبح يناط به جوانب تربية شمولية قائمة على تيسير التعلم وليس تقديم التعليم والتربية والإرشاد والتقييم، كما يجب أن يكون ديدنه الحرص المستمر على تنمية ذاته وأن يشارك في تطوير مجال رعاية الموهوبين من خلال البحث والدراسات والتجارب التطبيقية الميدانية، بالإضافة إلى تنمية الإبداع لدى الطلاب. وزاد: «إن المعلم يجب أن يتحول إلى مرشد لمصادر المعرفة المختلفة ومصححا لأخطاء المتعلم، وموجها إلى ما يناسب قدرات كل متعلم». ونوه أبو ناصر إلى أن الدراسات العلمية في هذا الشأن أظهرت أن معظم الأنشطة التربوية في المدارس تتجه غالبا في طريق يتعارض مع نمو التفكير الابتكاري للطلبة، وفي الوقت نفسه بات من المؤكد أن وظيفة التربية والتعليم في مدارس التعليم العام تكمن في تطوير الإنسان المبدع القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، كما أن من أهم أهداف التربية هي مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم الإبداعية، والعمل على استثارتها وتوظيفها بشكل نافع، ودعم اتجاهاتهم الإيجابية نحو التفكير الابتكاري. مضيفا أن نمط البيئة المدرسية المرغوب فيه يجب أن يتسم بسمة التطور ليكون المعلم في هذه البيئة المدرسية ميسرا للتعلم لا منشئا له، وليكون المعلم متعلما بصفة دائمة، يسعى إلى زيادة معرفته بمجتمعه، وبطلابه، وبالأساليب والطرق التي تجعل الطلاب ينغمسون في التعلم الذاتي، وبذل الجهد، وتحقيق ذواتهم، وبعث الثقة في نفوسهم، وتعليمهم كيف يتعلمون.