أكدت ندوة «واجب المراكز الإسلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام»، على براءة الإسلام من الصور المشوهة التي تنشر في بعض وسائل الإعلام مستغلة أخطاء بعض المسلمين التي لا تعبر عن حقيقة الإسلام دين الرحمة للعالمين. ودعت أتباع الديانات الأخرى إلى التعرف على الإسلام من خلال أصوله الصحيحة، مطالبة الجامعات والمؤسسات المعنية بالقرآن الكريم إلى دراسة ترجمات معاني القرآن الكريم واعتماد أفضلها وطباعته وتيسير وصولها إلى المسلمين وغيرهم، والتحذير من الترجمات غير الصحيحة. وأكدت الندوة، التي نظمتها في لندن رابطة العالم الإسلامي، على تنويع وسائل التعريف بالإسلام بإقامة المعارض والمهرجانات والمسابقات التي تعرف بالإسلام ومصادره، وتذب عنه، ومنح جوائز للأعمال المتميزة في التعريف بالإسلام والدفاع عنه. وأشارت الندوة إلى إشاعة ثقافة التسامح والحوار وترسيخهما في المجتمعات الإنسانية، واستعرضت الندوة جهود الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في الغرب، مشيدة بنشاطها في الدعوة إلى الإسلام والمحافظة على ثقافته والتأكيد على أهمية مشاركة المسلمين في الحوار الحضاري، بما يؤكد على انفتاح المسلمين على الخير وتطلعهم لبناء مجتمع إنساني يسوده العدل وحقوق الإنسان، ودعم مبادرات الحوار الحضاري، بما يحقق التعايش الإيجابي بين مكونات المجتمع الإنساني. وشكر المشاركون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، على جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم المراكز الإسلامية، بما يسهم في تثبيت المسلمين والحفاظ على هويتهم الإسلامية. وناقشت جلسات الندوة عدة موضوعات، أبرزها: المفاهيم الخاطئة بين الحقيقة والبهتان، الإعلام الغربي وصناعة الإسلامفوبيا، والترجمات المغلوطة للقرآن، والتراث الإسلامي، والدراسات الاستشراقية والإعلام، وتصحيح شامل للمفاهيم المغلوطة، والتعريف بالإسلام، والإرهاب والتطرف، والمرجعية الإسلامية، ووحدة المواقف، واستراتيجية تصحيح المفاهيم، والجمعيات الإسلامية بين الازدواجية والتنسيق. وكانت الندوة اختتمت، أمس، أعمالها، وافتتحها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بمشاركة باحثين ورؤساء المراكز والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا. وزار الدكتور التركي المكتب الإقليمي للرابطة في لندن، والتقى بمديره الدكتور أحمد محمد مخدوم الذي قدم شرحا مفصلا للأعمال المنجزة خلال الفترة الماضية والأعمال التطويرية والتحسينية التي تم إجراؤها داخل المكتب. وأكد الدكتور مخدوم على الدعم المعنوي والمادي الذي يلقاه المكتب من الأمين العام للرابطة ومن سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن، ما سهل له قيامه بالأعمال المناطة به على أكمل وجه، مشيرا إلى بعض النشاطات التي قام المكتب بتنفيذها مؤخرا، سواء كانت تنظيم الندوات أو المحاضرات. من جهته، أكد الدكتور التركي على الدعم الذي تلقاه الرابطة من دعم ومساندة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله كما عبر عن شكره لسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن على جهودها وتعاونها مع مكتب الرابطة مقدرا الدور الذي تضطلع به في خدمة مسلمي بريطانيا. ودعا جميع العاملين في خدمة المسلمين إلى أن يكون لهم صلة جيدة مع سفارات الدول، وخصوصا سفارات المملكة، ومع العلماء ورؤساء المراكز والمسؤولين في الدولة التي يقيمون فيها من أجل أداء عملهم بشكل صحيح وبطريقة سليمة. من جانب آخر، عقد مجلس أمناء وقف رابطة العالم الإسلامي في لندن اجتماعه السنوي برئاسة الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي. وأوضح المدير المكتب الإقليمي الدكتور أحمد مخدوم أن الاجتماع ناقش تقرير الإنجازات التي حققها المكتب خلال العام الماضي، والتقرير المالي، وتقرير هيئة الرقابة على المنظمات الخيرية البريطاني، ودراسة الخطوات التطويرية القادمة المدرجة حسب الخطة الاستراتيجية الموضوعة من قبل أعضاء المجلس. حضر الاجتماع الأمين المساعد للرابطة الدكتور عبدالرحمن الزيد، عضو المجلس الدكتور هاشم علي مهدي، مدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن الدكتور أحمد الدبيان، ورئيس الشؤون الإسلامية بسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن عبدالرحمن العنزي. على صعيد متصل، التقى الدكتور عبدالله التركي في مقر إقامته في لندن رئيس جمعية المساعدات الإسلامية البريطانية إقبال عبدالكريم سكراني، يرافقه رئيس تحرير مجلة الإسلام والمدير التنفيذي لقناة الإسلام محمد علي حراث، ومدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن الدكتور أحمد الدبيان. وأكد الدكتور التركي استعداد الرابطة للتعاون مع جميع المنظمات والجمعيات الإسلامية من أجل خدمة الأقليات المسلمة، وتقديم كل أنواع العون والمساعدة والدعم لهم، داعيا إلى وضع خطة مشتركة بين جميع المنظمات الإسلامية والرابطة لتنسيق العمل وتحديد الأولويات، وبذل الجهود لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام وصياغة رؤيا مشتركة تحقق ذلك.