استأنف المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون مفاوضات عملية السلام التي تجرى بوساطة أمريكية في القدسالمحتلة أمس، وسط توقعات متواضعة، حيث تخيم عليها خطط إسرائيلية لبناء مزيد من المنازل للمستوطنين في الأراضي المحتلة، في ظل احتفالات فلسطينية الليلة قبل الماضية بعدما أفرجت إسرائيل عن 26 سجينا فلسطينيا. والتفاؤل محدود قبل أول اجتماع رسمي بين الجانبين في القدس خلال نحو خمس سنوات ويتوقع أن تركز الجلسة على وضع جدول أعمال للمحادثات. وقال ياسر عبد ربه المسؤول الفلسطيني البارز الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتعليق على المحادثات: «إسرائيل سوف تلجأ إلى المرواغة والتهرب وطرح مطالب تعجيزية من أجل أن يقال إن هذه المفاوضات بدون فائدة وأن تواصل إسرائيل سياسة نهب الأرض كما يحدث حتى هذه اللحظة». وفي المقابل، شككت بعض الأصوات الإسرائيلية في إمكانية تواصل المباحثات بين الطرفين. وقالت صحيفة «جيروساليم بوست» في عدد أمس إن التوقعات «متدنية جدا» تجاه هذه المفاوضات. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يالون، قوله «ظلننا نحاول التفاوض على مدى عشرين عاما منذ أوسلو، نبرة الشك في ملاحظاتي ظاهرة، لكننا قررنا المحاولة مرة أخرى». وقال ياكوف بيري الوزير بالحكومة الإسرائيلية إن التوصل إلى اتفاق سلام أمامه «رحلة طويلة ومرهقة». وقال بيري لراديو جيش الاحتلال الإسرائيلي «بالنسبة للفلسطينيين ولنا فإن الساعة الرملية تمضي. لن تتوفر لنا الكثير من الفرص الأخرى لحل هذا النزاع». وعلى أمل تجنب أي مشاحنات علنية في المحادثات قال مسؤولون إنه لن يتم الإعلان عن تفاصيل كثيرة. ولم ترد أنباء رسمية بشأن مكان أو موعد عقد المحادثات في القدس. من جهة ثانية ذكر تقرير إسرائيلي أمس أنه يتوقع أن تسلم إسرائيل السلطة الفلسطينية جميع جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال عمليات مسلحة وتحتجزها إسرائيل منذ سنوات طويلة، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى ذلك. وقال موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إن إسرائيل ستسلم الجثامين للسلطة الفلسطينية في الفترة القريبة المقبلة وفي إطار استئناف المفاوضات بين الجانبين.