لما لا ؟ طالما الهدف هو رفع مستوى السياحة الداخلية والرقي بمستوى الخدمات السياحية ومن ثم فتح مصدر دخل جديد للوطن والمواطن، يكون على أسس ومضامين عالميه متينة وثابتة، باستثناء الحدائق العامة المنتشرة في مدينة أبها، والتي تحسب لأمانة عسير كعمل تشكر عليه، أجد أن المستثمر في منطقة عسير يبيع الهواء على السائح بأسعار باهظة، إلا أنه لا يملك التحكم في الحجم المتدفق منه إلى السائح، كمطاعم الأكل حتى الإشباع، إلا أن المطاعم تصرف وتتعب وتتفنن في تقديم الطعام إلى الزبون، بينما لا يجد السائح على مرتفعات سودة عسير سوى الطبيعة التي شكلتها عوامل التعرية على مدار الدهر. فمن خلال زياراتي لهذه البقعة الفريدة بأجوائها الرائعة على مدار عشرات السنين، لم أجد ما يدعو للتكرار نفس الشجيرات المتناثرة على السفوح الصخرية خاليه حتى من أبسط مقومات الحياة للطير والحيوان، قد تقضي ساعات طويلة جالسا على الصخور المدببة شاخصا النظر عاليا ولا تشاهد طائرا واحدا يحلق في فضاء المنطقة عشرات السنين ولم يتغير شئ حتى الممارسات الخطرة التي يقوم بها بعض الشباب على الطريق، من خلال استعراض أجسادهم خارج مركباتهم وهي تسير بتهور لم تتغير، راجيا أن لا تكون جزءا من البرنامج السياحي هناك، فلما لا تطرح مرتفعات جبال السوده للاستثمار العالمي ؟ ويكون الهواء العليل فيها وسيلة ودافع قوي لجذب المستثمر لا سلعة تقدم للسائح على طبق من الصخور المدببة، بثمن باهظ يدفع في دور الإيواء أسفل الجبل. عثمان إبراهيم جابر (جازان)